دول الخليج تتضامن دفاعاً عن البحرين ضد إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       في أعقاب إرسال نحو 1000 جندي سعودي للمرة الأولى إلى البحرين لمساعدة ملكها في تفريق المتظاهرين وحماية النظام في المملكة من الانهيار، أعلنت دول الإمارات العربية المتحدة في بيان لها أنها أرسلت نحو 500 شرطي من أجل إعادة الهدوء إلى البحرين، كذلك أصدرت قطر بياناً مشابهاً. وعكس هذا التعاون بين دول الخليج خوفاً كبيراً، ولا سيما في السعودية، من تواصل تظاهرات أنصار المعارضة الشيعية ـ التي تشكل أغلبية سكان البحرين، وأقلية مقموعة في السعودية ـ كما جاء ليعبر عن تضامنها ضد التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للدول العربية.

·       وقد أعلنت البحرين التي شهدت يوم أمس مقتل ثلاثة متظاهرين ورجلي أمن، حالة الطوارىء، وأغلقت الجامعات، وأوقفت العمل في البورصة إلى أجل غير مسمّى. في المقابل يواصل المتظاهرون محاولاتهم للوصول إلى ساحة اللؤلؤة، لكنهم وعلى عكس المتظاهرين في ليبيا، لا يملكون سلاحاً يسمح لهم بخوض صراع مسلح مع السلطة، كذلك يدل عددهم القليل أمس، والذي لم يتجاوز بضع مئات، على قدرتهم المحدودة.

·       ومع انضمام إيران إلى ما يجري في البحرين عبر تصريحاتها المناوئة للملك، وإدانة رئيس الحكومة العراقية "لأي تدخل من قوات سنية عربية في دول أخرى"، فإن الانتفاضة في البحرين قد تؤدي إلى تجدد النزاع السياسي بين دول الخليج السنية من جهة، وبين إيران والعراق من جهة أخرى.

·       ويبدو العراق تحديداً، أكثر من إيران، هو من يحاول الدفاع عن الأغلبية الشيعية في البحرين. فإلى جانب تصريحات رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، دعا أمس المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله السيستاني ملك البحرين إلى طرد القوات "الأجنبية" من المملكة والامتناع من استخدام العنف ضد مواطنيه. وانضم إليه مقتدى الصدر الزعيم الشيعي الذي يملك قوة سياسية وعسكرية كبيرة في العراق، والذي دعا بدوره العراقيين إلى التظاهر تأييداً للشيعة في البحرين.

·       يضع النزاع في البحرين الولايات المتحدة أمام مشكلة صعبة. فقد أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس عن أسفها لاستخدام حكومة البحرين القوة، كما أسفت لاستخدام العنف من جانب المتظاهرين. لكن هذا الموقف "المتوازن" والتوفيقي بعيد كل البعد عن الإدانة القاسية التي صدرت عن الإدراة الأميركية إزاء الحرب التي يشنها القذافي ضد مواطنيه. فلم يتضمن موقف الولايات المتحدة بشأن البحرين أي طلب بقيام سلطة أكثر ديمقراطية. كذلك لم تعبر الإدارة الأميركية عن عدم رضاها عن دخول قوات سعودية إلى البحرين لمساعدة المملكة الصغيرة. لكن انتفاضة البحرين تحديداً، وليس ما يجري في ليبيا أو في اليمن، قد تجبر الولايات المتحدة على التدخل بصورة أكثر فعالية من أجل تغيير الوضع.

·       وعلى عكس ليبيا وتونس ومصر، فإن دول الخليج ليست فقط من أكبر الدول المنتجة للنفط، بل هي أيضاً "السور الحصين" في وجه النفوذ الإيراني في المنطقة. ومع وقوف العراق إلى جانب إيران، فإن منطقة الخليج قد تدخل في صراع إقليمي قد يبدو ظاهرياً بين السنة والشيعة، لكنه سيكون فعلياً صراعاً على السيطرة والنفوذ السياسيين.