من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن المستوطنات في الضفة الغربية هي مثل محطة الطاقة النووية في فوكوشيما: مشروع ضخم وفخم جداً، لكنه شُيد في المكان الخطأ، واستند إلى فرضيات مغلوطة. ومثلما لم يأخذ الذين شيدوا محطة الطاقة اليابانية في حساباتهم الهزات الأرضية بقوة 9,0 على مقياس ريختر، ومجيء يوم يجرف فيه التسونامي كل شيء، كذلك فعل الذين بنوا المستوطنات. ومثلما تحولت محطة فوكوشيما إلى كابوس، تحول مشروع الاستيطان إلى كابوس أيضاً.
· وعلى الرغم من ذلك يجب أن نقول الحقيقة، وهي أن النزاع الإسرائيلي ـ الفلسطيني لم ينشأ بسبب المستوطنات، وهو لن ينتهي إذا ما توقف البناء فيها. إلاّ إن المستوطنات تزيد في حدة هذا النزاع، ومواصلة أعمال البناء فيها ستؤدي إلى خسارتنا له. لذا علينا وقف الاستيطان ليس من أجل السلام فحسب، بل أيضاً من أجل أمننا الوطني، وضمان مستقبل إسرائيل، وإنقاذ الصهيونية.
· قد يكون موضوع أخلاقية المستوطنات أو عدم أخلاقيتها مسألة خاضعة للجدل. ففي إمكان اليسار أن يجزم بأن المستوطنات غير أخلاقية، وفي إمكان اليمين اعتبارها أخلاقية مئة في المئة، لكن ليس في استطاعة أحد أن يدحض الواقع السياسي. فالمستوطنون ربحوا معركتهم في الاستيلاء على التلال [والمقصود البؤر الاستيطانية غير القانونية]، لكنهم خسروا معركتهم مع العالم، ولهذا السبب باتت المستوطنات حالياً خارج إطار الشرعية الدولية. وقد بدأت الغيوم المشعة لانعدام الشرعية المنبعثة من المستوطنات تتحرك في اتجاه إسرائيل مهددةً وجودها.
· عندما بُنيت محطة فوكوشيما للطاقة في السبعينيات، كان متوقعاً أن تصمد في وجه أي هزة أرضية أو إعصار. وعندما بُنيت المستوطنات في السبعينيات والثمانينيات، كان متوقعاً أن تصمد في وجه أي عاصفة سياسية. اليوم تبددت كل هذه التوقعات، وبات واضحاً أن الفرضيات الأساسية لشركة الكهرباء اليابانية، والفرضيات الأساسية لحركة غوش إيمونيم [حركة استيطانية تابعة لمجموعة من المتدينين اليهود] كانت عارية عن الصحة.
· من المستبعد بعد الأحداث الأخيرة أن يبني اليابانيون محطة سابعة أو ثامنة للطاقة بالقرب من الشاطىء. كذلك لا يخطر في بال أحد بعد كل ما حدث أن يبني الإسرائيليون مستوطنات جديدة. إن المشروع الاستيطاني الضخم الذي بنته إسرائيل قبل أربعين عاماً بات يشكل حالياً خطراً على بقائها.