· يبدو أن عملية إخفاء حاويات الوسائل القتالية على متن السفينة "فيكتوريا" بين سائر الحاويات المحملة بحبوب العدس، كانت عملية محترفة للغاية، وذلك على غرار عملية إخفاء الوسائل القتالية من إيران إلى حزب الله على متن سفينة "فرانكوف" التي قامت إسرائيل بالسيطرة عليها في عرض البحر الأبيض المتوسط في تشرين الثاني/ نوفمبر 2009.
· ولا شك في أن الوسيلة القتالية الأهم التي تم العثور عليها في سفينة "فيكتوريا" هي صواريخ أرض- بحر الإيرانية، والتي كان من الواضح لأجهزة الاستخبارات في إسرائيل أن تزود المنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة بها هو مسألة وقت، وذلك عقب نجاح حزب الله في أثناء حرب لبنان الثانية [في صيف 2006] بإلحاق أضرار بسفينة صواريخ إسرائيلية بواسطة صاروخ من هذا الطراز. وعلى ما يبدو فإن تلك المنظمات كانت تتطلع من خلال حيازة صواريخ كهذه إلى تشويش حرية عمل السفن الحربية الإسرائيلية قبالة شواطئ غزة وجنوب إسرائيل، وإلى تهديد أهداف استراتيجية إسرائيلية أخرى مثل حقل الغاز الطبيعي "يام تاتيس" في عرض البحر الأبيض المتوسط، وميناء أسدود، ومحطة توليد الطاقة الكهربائية في زيكيم، ومستودع الغاز الطبيعي في عسقلان [أشكلون] وغيرها. وقد حاولت حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي في السابق بطرق متعددة الوصول إلى هذه الأهداف وتنفيذ عمليات مسلحة فيها إلاّ إن محاولاتها باءت بالفشل.
· ولو أن هذه الصواريخ وصلت إلى قطاع غزة لكان يتعين على سلاح البحر الإسرائيلي أن يغير طريقة عمله في هذه المنطقة رأساً على عقب، ولكانت عمليات مراقبة الذين يدخلون إلى القطاع أو يخرجون منه ستصبح معقدة أكثر، والأهم من ذلك كله أنه كان سيتعين على الجيش الإسرائيلي أن يقتحم غزة كي يدمر هذه الصواريخ التي من شأنها أن تكسر ميزان القوى بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.
· وبطبيعة الحال فإنه لا يجوز عدم الربط بين محاولة تهريب هذه الصواريخ على متن سفينة "فيكتوريا" التي أبحرت من ميناء اللاذقية في سورية وبين قيام سفينتين حربيتين إيرانيتين قبل نحو شهر بالإبحار في البحر الأبيض المتوسط في طريقهما إلى الميناء نفسه. وليس من المبالغة الافتراض أن السفينتين كانتا محملتين بهذه الصواريخ وأفرغتا حمولتهما في اللاذقية.