إسرائيل تطلق حملة دبلوماسية في العالم لمنع حدوث أزمة سياسية عقب عملية السيطرة على سفينة "فيكتوريا"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

بدأت إسرائيل أمس (الثلاثاء) حملة دبلوماسية في العالم تهدف إلى منع حدوث أزمة سياسية في إثر قيام قوات الكوماندوس البحرية بالسيطرة على سفينة "فيكتوريا" التي ترفع علم ليبيريا في عرض البحر الأبيض المتوسط، وذلك على غرار الأزمة الكبيرة التي حدثت عقب السيطرة على سفينة "مافي مرمرة" التركية التي كانت متجهة إلى غزة [في أيار/ مايو2010].

وقامت وزارة الخارجية الإسرائيلية بتقديم معلومات بشأن حمولة السفينة "فيكتوريا" وعملية السيطرة عليها إلى بضع دول أجنبية، ولا سيما ألمانيا وفرنسا وليبيريا ورومانيا، كما جرى إحاطة الإدارة الأميركية علماً بهذه العملية.

من ناحية أخرى، أكدت المؤسسة الأمنية في إسرائيل أنها لا تعتبر تركيا مسؤولة عن محاولة تهريب وسائل قتالية على متن سفينة "فيكتوريا" على الرغم من رسوها في أحد الموانئ التركية.

وكان أفراد وحدة الكوماندوس البحرية "شييطت 13" قاموا نهار أمس (الثلاثاء) بالسيطرة على سفينة "فيكتوريا" التي كانت تبحر في عرض البحر الأبيض المتوسط في طريقها نحو ميناء الإسكندرية المصري، وذلك على بعد 380 كيلومتراً من شواطئ إسرائيل، وعثروا على متنها على عشرات الحاويات المحملة بوسائل قتالية مخصصة للمنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة، بينها كمية كبيرة من القذائف الصاروخية بقطر 60 و120 ميليمتراً. غير أن الأكثر دراماتيكية تمثل في العثور على كمية كبيرة من صواريخ أرض- بحر صينية من طراز سي 704 مثل تلك التي تستعملها إيران. ويبلغ مدى كل صاروخ منها 35 كيلومتراً، ويمكن إطلاقه بسهولة حتى من داخل سفينة صغيرة في عرض البحر.

وقال قائد غرفة العمليات في سلاح البحر الإسرائيلي العميد راني بن يهودا إنه لو كانت حمولة هذه السفينة وصلت إلى غايتها النهائية [أي إلى قطاع غزة] لكانت هذه الصواريخ ستلحق أضراراً كبيرة بحرية ملاحة السفن الحربية الإسرائيلية التي تتجول قبالة شواطئ غزة، كما أنها كانت ستشكل خطراً كبيراً على أهداف إسرائيلية استراتيجية مثل حقل الغاز الطبيعي "يام تاتيس" وميناء أسدود.

تجدر الإشارة إلى أن أجهزة الاستخبارات في إسرائيل كانت في الآونة الأخيرة تتعقب تحركات سفينة "فيكتوريا" التي تملكها شركة ألمانية، وتقوم شركة فرنسية بتشغيلها لمصلحة شركة ليبيرية يتولى قيادتها قبطان من رومانيا. وقد اتخذ قرار السيطرة عليها في عرض البحر بعد وصول معلومات استخباراتية إلى إسرائيل تفيد بأنها محملة بوسائل قتالية مخصصة للمنظمات "الإرهابية" في قطاع غزة.

وكانت سفينتان حربيتان إيرانيتان قد رستا قبل أسبوعين في ميناء اللاذقية في سورية، وبعد ذلك بثلاثة أيام رست سفينة "فيكتوريا" في الميناء نفسه، وعلى ما يبدو جرى في تلك الأثناء تحميل الحاويات المحملة بالوسائل القتالية على متنها، وتم إخفاؤها بين مئات الحاويات الأخرى المحملة بحبوب العدس. وقد أبحرت السفينة بعد ذلك إلى قبرص وبيروت وتركيا، ثم بدأت تبحر نحو ميناء الإسكندرية، حيث كان من المفروض أن يتم نقل الوسائل القتالية عبر البر إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة لتهريبها عبر الأنفاق إلى داخل القطاع.

هذا، وتمت عملية السيطرة على السفينة بهدوء ومن دون أي معارضة. وعلى ما يبدو فإن قبطان السفينة وطاقم الملاحين لم يكونا يعرفان شيئاً عن حاويات الأسلحة.

وقام رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بيني غانتس بتقديم تقرير مفصل بشأن عملية السيطرة على السفينة إلى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، مؤكداً العثور على 50 طناً من الوسائل القتالية بينها صواريخ أرض- بحر من طراز سي 704.

وكال كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع باراك المديح لأفراد وحدة الكوماندوس البحرية. وأكد كلاهما أن مصدر هذه الوسائل القتالية هو إيران التي تحاول تسليح قطاع غزة. وأكد باراك أن "محاولات تهريب الأسلحة والوسائل القتالية إلى غزة تدل على أن جهات راديكالية مستمرة في محاولات التعرض لإسرائيل وزعزعة الاستقرار في المنطقة"، مشدداً على أن "الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية سيواصلان العمل بإصرار وفي أي مكان من أجل الدفاع عن الدولة." وأضاف أن عملية السيطرة على السفينة تثبت أهمية الحصار البحري المفروض على قطاع غزة، مؤكداً أن إسرائيل لا تعرف بعد ما هو دور سورية وحزب الله، لكن لا بد من أن تعرف ذلك في غضون الفترة القريبة المقبلة.