لماذ يكره الإسبان إسرائيل؟
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- بعد أربعة أعوام على شغلي منصب سفير إسرائيل في إسبانيا، ومع مرور 25 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ثمة تساؤل يُطرح بشأن مستقبل هذه العلاقات، إذ إن المسار الناجح الذي قطعته هذه العلاقات بفضل فيليبي غوانزاليس [رئيس الحكومة الإسبانية من سنة 1982 وحتى سنة 1996] وشمعون بيرس، والعلاقات المتبادلة بين البلدين طوال الربع قرن الماضي، لم ينجحا في إزالة أسوار الجفاء والعداء القائمة منذ نحو 500 عام.
- إن أهم الخسائر التي تسببت بها أحداث 1492 [حين طرد الحكام الإسبان اليهود من إسبانيا] أنها دمرت حياة اليهود هناك، بعكس ما كان عليه وضع اليهود في أماكن أخرى من أوروبا. ففي إسبانيا لم يلتق أحد بيهودي حقيقي، وفي ظل هذا الجهل بالآخر ازدادت عملية التصنيف النمطية ضد اليهود.
- والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو التالي: ما هو حجم تأثير هذه الخلفية التاريخية في مواقف الإسبان تجاه إسرائيل حالياً؟ ثمة شك كبير في أن يعترف كبار المنتقدين لإسرائيل في إسبانيا بأن المفاهيم التي تعلموها في طفولتهم أثرت في مواقفهم الحالية تجاه إسرائيل. صحيح أن جزءاً من الانتقادات الموجهة إلى إسرائيل محقٌ، لكن بعضها الآخر يتجاوز الحدود، فعلى سبيل المثال كتب أحدهم في صحيفة "آل بايبس" الإسبانية أن قيام دولة إسرائيل كان خطأ تاريخياً يجب إزالته، وفي استطلاع حديث للرأي العام في إسبانيا قال 10٪ إن زوال إسرائيل هو الحل الأفضل بالنسبة إليهم للنزاع في الشرق الأوسط.
- يعرف الإسبان، عموماً، إسرائيل عبر التقارير الإعلامية، وعندما يسمع المواطن الإسباني العادي كلمة إسرائيل فهي تعني له فقط دولة نزاع وصراع. فهناك أكثر من 20 مندوباً لوسائل إعلام إسبانية في القدس، لكن هؤلاء لا ينقلون صورة إسرائيل المتعددة الثقافات والرائدة في صناعة التكنولوجيا، والدولة المعاصرة والمزدهرة اقتصادياً واجتماعياً، وإنما ينقلون صورة عن نزاعاتها وصراعاتها.
- لا يمكننا تجاهل تأثير مئات الأعوام من القطيعة بين الشعبين في العلاقات الحالية بين البلدين. وعلى الرغم من المساعي الإيجابية التي بُذلت من أجل جسر الثغرات، فإن 25 عاماً من المساعي هي مدة زمنية قصيرة جداً في منظور التاريخ، إذ تحتاج عملية بناء الجسور من أجل تجاوز هذه الثغرات إلى أسس قوية وإلى كثير من الصبر والوقت.