إسرائيل قادرة على التغلب على حملة نزع الشرعية عنها
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- خلال الأعوام الـ 63 الماضية تعرضت إسرائيل لثلاثة أنواع من الهجمات من جانب أعدائها بهدف القضاء عليها. فقد تجلى النوع الأول من هذه الهجمات في محاولات القضاء على الجيش الإسرائيلي في ساحة القتال بدءاً من سنة 1948 وحتى سنة 1973، وشكلت حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر]، التي بدأت بهجوم منسق على إسرائيل انطلاقاً من جبهتي الشمال والجنوب، أي من سورية ومصر، مفاجأة لإسرائيل التي لم تجد وقتاً كافياً لتعبئة جنود الاحتياط، فاستطاع العدو في بداية الحرب تحقيق إنجازات مهمة على الجبهتين.
- لكن ظهر فيما بعد أن حرب تشرين الأول/ أكتوبر كانت المحاولة العربية الأخيرة للقضاء على إسرائيل في ساحة القتال. ونجح الجيش الإسرائيلي في ثلاثة أسابيع في صد الهجوم، واجتياز قناة السويس، ومحاصرة الفرقة الثالثة من الجيش المصري، والوصول إلى بُعد 101 كيلومتر من القاهرة، كذلك استطاع أن يتقدم على الجبهة الشمالية بحيث باتت دمشق في مرمى نيران مدفعيته.
- وفي ظل عدم توفر الخيار العسكري، قرر أعداء إسرائيل استخدام سلاح الإرهاب، الذي شكل النوع الثاني من الهجمات عليها، وذلك عبر قصف المراكز السكانية الإسرائيلية من بعيد بواسطة الصواريخ، وعبر الهجمات الانتحارية، إذ آمن الانتحاريون وقتها بأن ما لا يمكن تحقيقه في ساحات القتال يتحقق في شوارع إسرائيل. وفي تلك الفترة اعتقد عدد كبير من الإسرائيليين أنه من المستحيل الانتصار على الإرهاب بالوسائل العسكرية وحدها، لكن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن أثبتا لهؤلاء أنهم على خطأ، وأن في إمكان إسرائيل معالجة هذه المسألة.
- وبعد أن نجحت إسرائيل في التغلب على هذين النوعين من الهجمات، سلك أعداؤنا طريقاً مختلفاً، وشنوا علينا هجوماً دولياً شاملاً بهدف نزع الشرعية عن دولة إسرائيل وتحويلها إلى دولة منبوذة بين شعوب العالم.
- طبعاً، حظي النوع الأول [العسكري] من الهجمات على إسرائيل بتأييد العالم العربي، واستعان النوع الثاني ـ الإرهاب ـ بحركات اليسار المتطرف في أوروبا وبالتنظيمات الإرهابية الهامشية، أمّا النوع الثالث، الذي استخدم حملة دولية شاملة بهدف نزع الشرعية عن دولة إسرائيل، فهو بحاجة إلى جمع تأييد واسع له من أجل إنجاحه، وهو أمر سهل ولا سيما داخل الأمم المتحدة حيث ثلث الدول الأعضاء تقريباً هي دول إسلامية تستطيع أن تؤمن أغلبية تلقائية لأي قرار يصدر ضد إسرائيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وعلى الرغم من أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تستطيع استخدام حق الفيتو ضد أي قرار، إلاّ إن الصين وروسيا لا تستخدمان هذا الحق ضد قرارات معادية لإسرائيل لأسباب سياسية واقتصادية خاصة بهما.
- ويمكن أن نضيف إلى هؤلاء اللجنة الرباعية الدولية التي تحولت إلى مصدر ضغط على إسرائيل، بالإضافة إلى أعداد كبيرة من المسلمين المقيمين بدول أوروبا الغربية، ومجموعات الضغط التي تضم يهوداً وإسرائيليين كثر. وهكذا يبرز في مواجهتنا تحالف معادٍ لإسرائيل قوي وصاحب نفوذ كبير.
- لكن لحسن الحظ، فإن قوة إسرائيل العسكرية والاقتصادية ازدادت مع مرور الأعوام، وهي قادرة على التغلب على النوع الثالث من الهجمات التي تُشنّ عليها.