معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛ وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.
· مع تصاعد الاهتمام الدولي بالمشروع النووي الإيراني، بدأ موضوع شن الحرب على إيران يستحوذ أيضاً على الاهتمام في روسيا. ويعكس النقاش العام الدائر هناك في هذا الشأن اختلافاً في وجهات النظر الروسية من الموضوع.
· منذ وقت، تشهد روسيا نشاطاً على الصعيد الدبلوماسي يزداد زخماً مع اشتداد الضغوط الدولية على إيران. وفي هذه الأثناء، شهد الموقف الروسي من المشروع النووي الإيراني عدة تغيرات، وبصورة خاصة بعد نشر تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. فقد أدى التقرير إلى تغير الموقف الروسي السابق الذي كان يرفض وجود مشروع نووي إيراني، ويمكن تلخيص الموقف الروسي الحالي كالتالي: يعارض الروس المشروع النووي الإيراني ويعتبرونه يشكل خطراً على المجتمع الدولي عامة، وعلى روسيا أيضاً. لكن بالنسبة إليهم ليس هناك حتى الآن دلائل تثبت وجود هذا البرنامج، وهم يعتقدون أن على المجتمع الدولي العمل على احتواء المشروع، لا بواسطة العقوبات، التي ترى روسيا أنها غير مفيدة ولن تؤدي إلى نتيجة، ولا بواسطة العمل العسكري، الذي تعتبره "كارثة" ستؤدي إلى نتائج مدمرة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وإنما بواسطة الحل الدبلوماسي، الذي هو، بحسب الروس، الحل الوحيد للمشكلة. من هنا التأييد الروسي للمفاوضات بين المجتمع الدولي وإيران، وتعاون روسيا مع الغرب، إذ تعتقد روسيا أنها قادرة على التأثير في إيران، وهي تريد أن تقطف ثمار هذا التأثير على الصعيد الدولي، لذا من المتوقع أن تؤدي دوراً كبيراً في المفاوضات بين الدول الست وإيران التي ستجري قريباً.
· لكن في مقابل ذلك، فإن بعض الأوساط الروسية المتنفذة مقتنعة بأن الهجوم على إيران بات مسألة محسومة وقد يحدث خلال الأشهر المقبلة، وهي ترى أن هذا الهجوم، حتى لو قامت به إسرائيل وحدها، يعكس توجهاً أميركياً نحو حرب شاملة ضد إيران، الأمر الذي من شأنه أن يعرض المصالح الروسية للخطر، نظراً إلى أن الهجوم يستهدف دولة حليفة لروسيا وتنتمي إلى المحور الذي تقوده. فضلاً عن أنه من الممكن أن تتعدى الحرب الحدود الإيرانية وتنتقل إلى منطقة تدخل ضمن المجال الجيوسياسي للمصالح الروسية وتحديداً بلاد القوقاز.
.......
· يدل الانطباع السائد اليوم في روسيا على عدم وجود موقف واضح وموحد بشأن كيفية التصرف في حال تعرضت إيران لهجوم عسكري، ويبدو أن ثمة خلافات في وجهات النظر من الموضوع، لكن على الرغم من ذلك هناك تحضيرات عسكرية حقيقية للرد على مثل هذا الهجوم، وهناك سيناريوهان للتحرك:
- السيناريو الأول: هدفه إظهار القوة من خلال نقل فرق عسكرية روسية إلى الحدود مع إيران، وإبراز الوجود الروسي في بحر قزوين والبحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط.
- السيناريو الثاني: استغلال الهجوم على إيران في حال كانت الشروط ملائمة، من أجل الدفع قدماً بالمصالح الجيوسياسية الروسية في منطقة القوقاز، وذلك عبر نقل قوات روسية إلى أذربيجان وجورجيا بهدف مساعدة حليفتيها في حل المشكلات الإنسانية، مثل تدفق اللاجئين.
وفي جميع الأحوال يبدو أن الرد الروسي على هجوم عسكري على إيران ما زال موضع نقاش، إذ تجد روسيا نفسها أمام معضلة ستكون لها انعكاساتها على كل الأطراف.