من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ثمة سؤال يتردد كثيراً هذه الأيام، هو التالي: من هو المرشح الفرنسي الأفضل لليهود؟ نيكولا ساركوزي أم فرنسوا هولاند؟ ومن هو المرشح الأسوأ بالنسبة إلى أعدائنا من الفلسطينيين والعرب والإيرانيين؟
· يمكننا القول إن ساركوزي كان الأفضل بالنسبة إلى اليهود، فلم يسبق أن عرف قصر الإليزيه رئيساً مثله مؤيداً ومحباً لإسرائيل؛ رئيساً وضع حداً لنحو 40 عاماً من الدبلوماسية الفرنسية المؤيدة للعرب والمعادية لأميركا؛ رئيساً يعتبر قيام دولة إسرائيل "أهم حدث شهده القرن العشرون." وساركوزي هو الذي قال أنه "لن يتنازل قط عن الدفاع عن أمن إسرائيل"، وهو الذي خاض في العالم الغربي مواجهة ضد المشروع النووي الإيراني، وناضل بلا هوادة من أجل إطلاق سراح غلعاد شاليط، وقام بتوسيع نطاق العلاقات الثنائية مع القدس، وأحيا الحوار معها، وحوّل مقتل الحاخام والأولاد الثلاثة في مدينة تولوز [على يد فرنسي من أصل جزائري هو محمد المراح الذي ادعى انتماءه إلى القاعدة] إلى حدث لن تنساه الذاكرة الجماعية الفرنسية.
· لكن من جهة أخرى، لا ينسى المدافعون عن مصلحة اليهود الأخطاء الكثيرة التي ارتكبها ساركوزي، ومنها، على سبيل المثال، الخيمة التي نصبها القذافي في باريس سنة 2007، والاحترام الذي استقبل به بشار الأسد خلال الاحتفالات بـ 14 تموز/يوليو وحضوره العرض العسكري في الشانزيليزيه سنة 2008. ولا ينسون أيضاً انتقاداته القاسية للسياسة الاستيطانية، والمقارنة التي أجراها بين أفيغدور ليبرمان وجان ماري لوبن [الزعيم السابق للجبهة الوطنية ذات التوجهات اليمينية المتطرفة، ووالد مارين لوبن المرشحة الحالية للجبهة في الانتخابات الفرنسية]. كما لا ينسون "خيانته الخطيرة" التي تجلت في تأييده انضمام فلسطين إلى الأونيسكو، ونعته نتنياهو بـ "الكذاب".
· أمّا بالنسبة إلى المرشح الخصم فرنسوا هولاند، فبين طاقمه الانتخابي هناك زعيم الجالية اليهودية في فرنسا، ويقال عنه إنه يتعامل مع إسرائيل بصفتها "دولة ديمقراطية كبيرة". ويدعي هولاند أن بين الاشتراكيين عدداً كبيراً من أصدقاء إسرائيل والشعب اليهودي، وقد تعهد بالتصدي بشدة لكل المظاهر المعادية للسامية وللصهيونية.
· وعندما وقعت حادثة تولوز أدان هولاند، مثل ساركوزي، الحادثة بشدة، وأظهر تعاطفه العميق مع أهالي الضحايا، وعلّق حملته الانتخابية، وزار الكنيس في باريس لتقديم تعازيه، كما زار مسرح الجريمة في تولوز.
· لكن، على الرغم من هذا كله، ثمة بعض المآخذ عليه، منها أنه يعتبر نفسه الشخص الذي سيوحد اليسار في فرنسا، بما في ذلك المعسكر الراديكالي اليساري الذي هو في جزء منه معاد للصهيونية، والذي يضم حزب الخضر المؤيد لمقاطعة البضائع الإسرائيلية. بالإضافة إلى هذا، فقد تبنى الاشتراكيون سنة 2011 وثيقة جاء فيها أنه "يجب وقف الاستعمار الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية." وفي أيلول/سبتمبر الماضي أيد 182 نائباً اشتراكياً في البرلمان من أصل 195 مطالبة فرنسا الاعتراف من طرف واحد بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
· في نهاية الأمر، من المعروف أن السياسة الخارجية في فرنسا هي من اختصاص رئيس الجمهورية، وحتى الآن يبدو أن الفوراق بين ساركوزي وهولاند في موقفيهما من إسرائيل والشرق الأوسط تقتصر على اللهجة التي يستخدمانها وعلى كيفية تعبيرهما عن تعاطفهما. فأي منهما هو الأفضل؟ على اليهود أن يقرروا.