أكد مصدر سياسي أميركي رفيع المستوى، في تصريحات خاصة أدلى بها أمس (الثلاثاء) إلى وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن سياسة فرض العقوبات الشديدة وممارسة الضغوط على إيران لكبح برنامجها النووي لم تتغير.
وعلى ما يبدو فإن تأكيده هذا جاء رداً على مشاعر القلق التي أبدتها إسرائيل إزاء النتائج التي تمخضت عنها جولة المحادثات الجديدة بين مجموعة 5+1 [الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي + ألمانيا] وبين إيران، والتي عقدت يوم الجمعة الفائت في إستانبول في تركيا.
وانعكس هذا القلق في التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يوم الأحد الفائت خلال لقاء عقده في ديوانه في القدس مع عضو مجلس الشيوخ الأميركي جو ليبرمان [راجع مختارات يوم أمس].
وأضاف المصدر السياسي الأميركي الرفيع المستوى أنه لم يكن في الإمكان حسم المشكلة النووية الإيرانية خلال جولة محادثات واحدة كما تطالب إسرائيل، وأن الولايات المتحدة اختارت أن تنتهج "سياسة المراحل" وأن تدرس في أثناء ذلك ما إذا كانت لدى النظام في طهران نيات حقيقية لكبح برنامجه النووي.
وأكد أن المحادثات في إستانبول ركزت على ضرورة وقف إيران أعمال تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪، ووقف العمل في منشأة التخصيب في قم تمهيداً لإغلاقها نهائياً، وكذلك على ضرورة إخراج جميع اليورانيوم المخصب بنسبة 20٪ من الأراضي الإيرانية.
وأشار المصدر السياسي الأميركي إلى أنه في حال قبول إيران هذه المطالب فإن مجموعة 5+1 سترد باتخاذ خطوات بانية للثقة إزاء النظام في طهران، لكنه رفض الإدلاء بأي تفصيلات تتعلق بهذه الخطوات.
كما شدد على أن جولة المحادثات في إستانبول أظهرت جدية إيران إزاء كل ما يتعلق بإجراء محادثات بشأن برنامجها النووي، ولذا تقرر عقد جولة محادثات أخرى في بغداد يوم 23 أيار/ مايو المقبل.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" (18/4/2012) أن تصريحات هذا المسؤول الأميركي لم تهدئ من روع المسؤولين في إسرائيل.
ونقلت الصحيفة عن أحد كبار الوزراء الإسرائيليين قوله إن لدى كل من إيران والولايات المتحدة مصلحة عليا في كسب الوقت وإطالة أمد المحادثات، ذلك بأن إيران معنية بأن تستمر في أعمال تخصيب اليورانيوم، بينما يرغب المسؤولون في البيت الأبيض في أن تمر سنة انتخابات الرئاسة الأميركية بهدوء.
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن النائب الأول لرئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير شؤون التهديدات الاستراتيجية موشيه يعالون [ليكود] أكد في سياق محاضرة ألقاها أمس (الثلاثاء) أمام طلبة جامعيين من القدس أنه ما دامت أجهزة الطرد المركزية في إيران تعمل من دون أي عائق فإن المشكلة النووية الإيرانية لم تجد حلاً لها.