ملوك المال في إسرائيل يجمعون ثرواتهم عبر الاقتراض من الجمهور والتهرب من دفع الديون
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
–
The Marker
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- مَن يبحث عن معنى كلمة "تايكون" يجد أن أصل هذه الكلمة ياباني، ومعناها الشخص الذي بلغ مرتبة عالية من خلال صناعة معينة استطاع بواسطتها جمع ثروة شخصية كبيرة. أمّا في إسرائيل فإن لهذه الكلمة معنى مختلفاً، فالـ "تايكون" أو ملك المال هو الشخص الذي حصل على قروض كبيرة من جمهور المودعين واستخدمها في عمليات مضاربة، مثل شراء شركات، أو عقارات، أو سندات وأوراق المحفظة المالية، وأصبح من ملوك المال بفضل هذه الأملاك التي اشتراها، حتى لو كان فاشلاً في صفقاته وتسبب بخسائر كبيرة لمستثمرين فيها.
- وعلينا أن نضيف إلى التعريف السابق لملوك المال شيئاً إضافياً للتمييز بين ملوك المال في إسرائيل وملوك المال في العالم: فملك المال الإسرائيلي هو الذي يقوم بعمليات مضاربة سريعة من دون أن تكون لديه موجودات شخصية كبيرة، وفي أحيان كثيرة تكون الموجودات التي يملكها أقل من التزاماته المالية. لذا، عندما يواجه ملك المال الإسرائيلي مشكلة فإنه يلجأ إلى جمهور المودعين طالباً مساعدته.
- إذا أجرينا استطلاعاً من أجل التعرّف إلى ملوك المال في إسرائيل لوجدنا قائمة بالأسماء التالية: إسحاق تشوفا، نوحي دنكنر، عائلة عوفر، ليف لفيفا، إيلان بن دوف، يوسي ميمان، ومجموعة أُخرى من الأسماء. وقد بنى كل واحد من هؤلاء إمبراطوريته المالية على قروض زهيدة حصل عليها من المؤسسات المالية ومن المصارف، وجميع هؤلاء، بلا استثناء، يواجهون اليوم صعوبات في دفع المستحقات المتوجبة عليهم.
- فعلى سبيل المثال، يحاول إسحاق تشوفا [ ملياردير ومالك الحصة الأكبر في مجموعة ديليك إينيرجي للطاقة التي تقوم بتطوير حقلي الغاز تامار ولفيتان قبالة سواحل حيفا]، على الرغم من كل الغاز الذي وجده، إيجاد حلول فيما يتعلق بالقروض الضخمة التي استثمرها في ديليك وفي العقارات. وهذا هو حال أغلبية ملوك المال التي تعاني صعوبات في تسديد قروضها.
- إن مبدأ الاقتراض من المصارف ومن المؤسسات المالية التي تستثمر مال المودعين مشروع وقانوني. فالأساس في سوق المال هو الجمع بين المستثمر الذي يبحث عن المال، وبين المودعين الذين يبحثون عن فرص للاستثمار، سواء في قطاع الأسهم أم في السندات، لكن في إسرائيل نجد أن المستفيد هو الباحث عن المال على حساب المودعين الراغبين في توفيره.
- إن ملوك المال الإسرائيليين ليسوا من أفضل رجال الأعمال في العالم، وأكبر دليل على ذلك مطالبة المودعين إياهم بتأجيل سداد الديون والتنازل عن استثمارهم، الأمر الذي يدل على عدم الخبرة والكفاءة.
- إن المشكلة الحقيقية في سوق المال الإسرائيلية ليست ملوك المال، وإنما المؤسسات المالية التي تضع مال الناس في تصرف ملوك المال. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا يوافق مدراء صناديق التقاعد وشركات التأمين "التي تحفظ" أموال الناس على وضع هذه الأموال في تصرف أشخاص غير موثوق بهم؟ والجواب بسيط، وهو لأن ملوك المال هم الذين يسيطرون على هذه الهيئات والمؤسسات التي تقدم القروض. فعلى سبيل المثال، تسيطر شاري أريسون [سيدة إسرائيلية ـ أميركية وثالث أغنى شخص في إسرائيل] على بنك هابوعليم، أكبر مصرف للقروض.
- وتتركز الودائع في سوق المال الإسرائيلية في أيدي مجموعة قليلة من الأثرياء ومن المستثمرين المحتملين الذين لا يرغب أحد أن يدخل في نزاع معهم. والنتيجة هي أن المؤسسات المالية التي تقدم الأموال إلى ملوك المال تضطر إلى السكوت حتى عندما ترى أن استثمار هذا المال ليس جيداً، وأن ملوك المال لم يدفعوا ديونهم. وهكذا يضطر جمهور المودعين إلى دفع ثمن مغامراتهم المالية.