جنوب السودان وخيار التحالف مع إسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

  • إن إعلان استقلال جنوب السودان هو بشرى مشجعة لكل أنصار السلام والاستقلال في المنطقة العربية. فقد انتهى نضال أعوام طويلة بإعلان الاستقلال بموافقة دول العالم.
     
  • يبلغ عدد سكان جمهورية جنوب السودان 8,000,000 نسمة، وهي تملك مخزوناً نفطياً كبيراً (الدولة الـ 23 في العالم من حيث ثروتها النفطية) يشكل نحو 90٪ من مداخيل السودان الموحد (سابقاً) من العملة الصعبة. ولا يملك جنوب السودان منفذاً على البحر، الأمر الذي يجعل تصديره للنفط مرتبطاً بشمال السودان، وعلى الرغم من وجود اتفاق بين الدولتين على التقاسم المتساوي للعائدات النفطية، إلاّ إن شمال السودان يملك الوسائل العسكرية والاقتصادية التي تخوله فرض قسمة مختلفة. ولا يشكل جنوب السودان منافساً اقتصادياً أو عسكرياً للسودان، الأمر الذي قد يدفع  عمر البشير إلى استغلال الوضع كي يفرض على جاره الجديد شروطاً صعبة.
     
  • يضاف إلى ذلك كله أن جنوب السودان محاط بدول إفريقية توتاليتارية لا تحترم بالضرورة الحدود وحقوق الإنسان،  ومن الممكن أن تخوض مغامرة عسكرية ضد الدولة الجديدة.
     
  • يفرض هذا الوضع على جنوب السودان عقد تحالفات إقليمية تضمن له أمنه وتؤمن له منفذاً على البحر لضمان انتقال النفط إلى الخارج. ويوجد احتمالان فقط لتحقيق ذلك، هما: إمّا التحالف مع أوغندا وتنزانيا، وإمّا الانضمام إلى الجامعة العربية كعضو جديد. ونظراً إلى استحالة الاحتمال الثاني لأن جنوب السودان ليس دولة عربية ولا دولة إسلامية، فالمطلوب هو سياسة خارجية إفريقية مدعومة من أطراف خارجية.
     
  • ونظراً إلى الماضي الاستعماري البريطاني في جنوب السودان، والتخوف الحالي من تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها كما جرى مع الرئيس حسني مبارك في الشرق الأوسط، فإن أفضل دولة يمكن أن يتحالف معها جنوب السودان هي إسرائيل.
     
  • إن إقامة إسرائيل حلفاً مع دولة ما زالت في بداية طريقها وبحاجة ماسة إلى المساعدة سيساعدها في طمس الاتهامات الموجهة إليها بأنها دولة "فصل عنصري". لقد أهملت إسرائيل منذ وقت نشاطها الاقتصادي والإنساني في إفريقيا الذي بدأته غولدا مائير عندما كانت وزيرة خارجية إسرائيل [1965].
     
  • في الماضي اعتمدت المساعي الإسرائيلية في إفريقيا على قاسم مشترك هو التحرر من الاستعمار البريطاني والفرنسي، لكن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين يجب أن تستند هذه المساعي إلى كون إسرائيل دولة قادرة اقتصادياً وفي إمكانها تحسين موقعها في إفريقيا من دون الحصول على مقابل مباشرة.
     
  • إن الاستثمار في مساعدة شعب جديد ودولة جديدة هو استثمار صحيح على الصعيد الإنساني، ومن شأنه أن يثمر نتائج سياسية عندما تدعو الحاجة. لقد تعهد وزير الخارجية بسياسة خارجية تغطي إفريقيا كلها، لكن هذه السياسة لم تتحقق إلاّ بصورة جزئية. لذا، من الضروري أن يعين وزير الخارجية موظفاً كبيراً برتبة نائب مدير عام يقود عودة إسرائيل إلى إفريقيا، على أن يشكل جنوب السودان بداية المساعي الإنسانية والسياسية لإسرائيل.