لنطالب الفلسطينيين بأن يعترفوا بإسرائيل "دولة لشعب الإسرائيليين"
تاريخ المقال
المصدر
- يعتبر طلب إسرائيل المسبق من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي إحدى العقبات الكبيرة في طريق استئناف المفاوضات بين الجانبين. ومعروف أن مثل هذا الطلب لم يُطرح في السابق من طرف إسرائيل في أثناء توقيع اتفاق السلام مع كل من مصر والأردن.
- ولا بد من القول إنه إذا كان السبب المباشر لطرح هذا المطلب يعود إلى رفض إسرائيل عودة لاجئي 1948 إلى تخومها فإن العالم كله سيكون متفهماً لهذا الرفض، لكن إذا كان الهدف من طرحه أبعد من هذا الرفض، ويتمثل في رغبة إسرائيل في أن تحصل على شرعية أخلاقية وسياسية لتقليص مزيد من حقوق العرب المواطنين في الدولة، فإن الفلسطينيين والعالم كله سيستمران في رفض هذا المطلب.
- فضلاً عن ذلك فإنه في حال ادعاء إسرائيل أن الهدف من هذا المطلب هو أن تجعل كل اليهود في العالم منتمين من الناحية القومية إلى دولة إسرائيل، فإن الفلسطينيين سيطالبونها بحسم مسألة مَن هو يهودي أولاً، وهذا من شأنه أن يقصي شخصيات يهودية في الخارج مثل دنيس روس [مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الشرق الأوسط] وبرنار كوشنير [وزير الخارجية الفرنسية السابق] من دائرة الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين لمجرّد كونها منتمية قومياً إلى الجانب الأول.
- ما يجب قوله هو إن طلب الاعتراف بإسرائيل دولة قومية للشعب اليهودي الذي بات راسخاً في العقل السياسي الإسرائيلي سيظل يشكل عقبة كبيرة أمام المفاوضات. لذا لديّ اقتراح بديل يمكن أن يكون مقبولاً من الفلسطينيين، وهو مطالبتهم بالاعتراف بإسرائيل "دولة لشعب إسرائيل" أو "دولة لشعب الإسرائيليين"، مثلما أننا ننوي أن نعترف بالدولة الفلسطينية دولة للشعب الفلسطيني. ويبدو لي أنه لن تكون لدى الفلسطينيين أسباب وجيهة لرفض هذه الصيغة التي يمكنها أن تخلصنا من لغم آخر مزروع في طريق المفاوضات.