· أعتقد أن مناقشة موضوع أي نظام أفضل لإسرائيل في سورية غير مجدية على الإطلاق، ذلك بأن إسرائيل لا تمتلك أي قدرة على أن تؤثر في هذا الأمر. وفضلاً عن ذلك، فقد ثبت منذ اندلاع الثورة في سورية أن جميع النبوءات الإسرائيلية بشأن مصير نظام بشار الأسد لم تتحقق.
· برأيي فإن من الأفضل لإسرائيل أن تحدّد ما هي مصالحها الحقيقية في سورية. ويبدو لي أن المصلحة الرئيسية ما زالت كامنة في تحقيق السلام مع هذا البلد، وهو ما حاول أن يفعله رؤساء جميع الحكومات في إسرائيل منذ حكومة يتسحاق رابين في بداية تسعينيات القرن العشرين الفائت.
· وفي ظل عدم التوصل إلى سلام، فإنه كان لدى إسرائيل مصلحة رئيسية أُخرى هي ضمان عدم قيام سورية بشنّ حرب علينا، وضمان الحفاظ على اتفاق فصل القوات الذي تم التوصل إليه بين البلدين في سنة 1974 بوساطة وزير الخارجية الأميركية الأسبق هنري كيسنجر. ولا بُد من القول إن نظام الرئيس الأسد الأب ونظام الرئيس الأسد الابن حافظا على هذا الاتفاق حتى الآن، وخصوصاً في إبان حرب لبنان الأولى في سنة 1982، وحرب لبنان الثانية في سنة 2006.
· كما أن لدى إسرائيل مصلحة رئيسية ثالثة في سورية هي كبح النفوذ الإيراني في هذا البلد، ومنع استغلال الأراضي السورية لنقل أسلحة متطورة كاسرة للتوازن إلى حزب الله في لبنان.
· على إسرائيل أن تحافظ على هذه المصالح في الوقت الحالي أكثر من أي شيء آخر. وفي الوقت نفسه، فإن عليها أن تدرك أن الصراع القائم بين الدولتين العظميين الولايات المتحدة وروسيا سيؤثر في حسم مستقبل سورية، ولذا من المحبّذ عدم دخول إسرائيل في مواجهة مع أي منهما.