يجب العودة إلى تطبيق المرحلة الثالثة من الاتفاق المرحلي لسنة 1995
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       تعكس الخطة التي نشرتها وسائل الإعلام، والتي تتضمن المبادىء التي سيقدمها نتنياهو إلى الكونغرس الأميركي في وقت قريب، الحدود الحالية للتنازلات التي يمكن أن يقدمها رئيس الحكومة. لقد كان نتنياهو يرغب في التوصل إلى السلام خلال فترة زمنية طويلة للغاية، مع الاحتفاظ بجزء كبير من الضفة الغربية، وربما كان يؤمن بوجود زعيم فلسطيني ما يقبل هذه الخطة - التي لا تتضمن تقسيماً للقدس الشرقية ولا حلاً رمزياً لمشكلة اللاجئين - والتي يبدو جلياً اليوم أن لا حظوظ لها.

·       لذا فإن نتنياهو مستعد حالياً للتوصل إلى تسوية مرحلية، الأمر الذي يشكل تبدلاً في خطه الأساسي الرافض لأي تنازلات إقليمية جزئية طويلة المدى، لأن ذلك سيجعل إسرائيل تقدم التنازل تلو الآخر من دون التوصل إلى إنهاء النزاع، أو من دون أن تضمن بعض المسائل الجوهرية الأساسية بالنسبة إلى أمنها.

·       وافقت إسرائيل والسلطة الفلسطينية على "خريطة الطريق" في سنة 2002. وقد تضمنت المرحلة الثانية من هذه الخريطة خيار قيام الدولة الفلسطينية داخل حدود موقتة. لكن الفلسطينيين يشددون على أن المطروح كان مجرد خيار يمكنهم رفضه، فهم يتخوفون من أن تتحول الحدود الموقتة إلى حدود دائمة، وأن يكتفي العالم بذلك، ويزيل المشكلة الفلسطينية من جدول أعماله. ويعرب بعض الفلسطينيين عن استعداده القبول بحل الدولة الموقتة، في حال عرضت إسرائيل حدود الحل الدائم والجدول الزمني لتحقيقه.

·       لا ينوي نتنياهو تقديم مثل هذا الأفق للحل إلى الفلسطينيين الذين لن يكتفوا بالحدود الموقتة إذا قدم لهم تفصيلات بشأن وجهة نظره الحقيقية. لكن رئيس الحكومة يشعر بأنه مضطر للقيام بخطوة ما، ومن الممكن جداً أن تكون هذه الخطوة ضئيلة للغاية. فهو يريد أن يظهر أمام العالم أنه مستعد لتنفيذ المرحلة الثانية من "خريطة الطريق"، وأنه قام بواجبه وقدم مبادرة سياسية، وهو يعلم مسبقاً وبوضوح أن الفلسطينيين لن يوافقوا عليها.

·       إذا كان رئيس الحكومة غير مستعد لدفع الثمن الحقيقي لاتفاق سلام دائم، وفي حال لم يكن راغباً في خطوة شبيهة بـ "مدريد 2" للبدء بالمفاوضات مع منظمة التحرير وسورية، وإذا كان كل ما هو مستعد للقيام به تنفيذ انسحابات جديدة في الضفة الغربية، وتقديم تسهيلات معينة للفلسطينيين، فإن السبيل الوحيد للقيام بهذا هو من خلال تنفيذ "النبضة الثالثة" من الاتفاق المرحلي العائد إلى سنة 1995. إننا ملزمون أمام الفلسطينيين القيام بذلك (ما زلنا نذكر أن حكومة نتنياهو السابقة قررت سنة 1998 ألاّ يتخطى الانسحاب نسبة 1٪)، كذلك ينبغي أن يشمل هذا الانسحاب العشرات في المئة، وأن يجري تنسيقه مع الفلسطينيين من دون الاتفاق على حجمه، وفي إمكان الفلسطينيين أن يقرروا إذا كانوا يريدون إعلان دولة من طرف واحد على الأراضي الواقعة تحت سلطتهم. إن هذا الحل هو أبعد من أن يشكل سلاماً، لكنه أفضل من الجمود.