تعهد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في أثناء جولة قام بها في غور الأردن أمس (الثلاثاء)، بأن يبقى الجيش الإسرائيلي مسيطراً على الغور في أي تسوية يتم التوصل إليها مع الفلسطينيين في المستقبل.

وقال نتنياهو: "في أي تسوية في المستقبل لا بد من أن يبقى الجيش الإسرائيلي هنا على طول نهر الأردن، وإذا كان هذا الأمر صائباً قبل الزلزال الذي ضرب المنطقة فإنه أصبح الآن ضروياً أكثر." وأضاف "إننا موجودون في عالم يمر في زلزال كبير للغاية، والمنطقة المحيطة بنا كلها تعيش حالة من عدم الاستقرار، بسبب هزة أرضية سياسية وأمنية لا نرى نهايتها. وإزاء ذلك يتعين علينا أن نضمن وجود أسس أمنية صلبة، وحدود آمنة يمكن الدفاع عنها."

وشدد نتنياهو على أنه في حال كان الخط الحدودي في غور الأردن قابلاً للإختراق فإن هذا يعني أنه يمكن تهريب صواريخ وقذائف صاروخية والوصول بها إلى أي مكان [في إسرائيل]، إلى تل أبيب والقدس، لذا فإنه لا يوجد أي بديل من خط الدفاع الذي يوفره الجيش الإسرائيلي.

واستمع نتنياهو خلال جولته إلى تقارير أمنية قدمها قائد الجبهة العسكرية الوسطى الجنرال آفي مزراحي والقادة العسكريون في منطقة الأغوار. ومن المتوقع أن يقوم نتنياهو بجولة في منطقة الحدود الجنوبية لإسرائيل في غضون الأيام القريبة المقبلة.

وكان رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بيني غانتس قام في الساعة الخامسة والنصف من فجر أمس (الثلاثاء) بزيارة مفاجئة لإحدى القواعد العسكرية الإسرائيلية

في منطقة غور الأردن، وتجول في مواقع التدريبات الخمسة للقوات البرية، والتي تتدرب فيها قوات من ألوية "غولاني" و"غفعاتي" و"كفير" و"ناحال حريدي" والمظليين.

وذكرت صحيفة "هآرتس" (9/3/2011) أن رئيس الحكومة ينوي أن يقوم بحملة خاصة لدى زعماء دول كبرى في العالم تهدف إلى الحصول على تأييدهم لمبدأ الاحتفاظ بوجود عسكري إسرائيلي في منطقة غور الأردن في إطار أي اتفاق سلام يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين في المستقبل.

وقال مصدر رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة لصحيفة "هآرتس" إن نتنياهو بدأ بطرح هذا الموضوع خلال محادثات أجراها الأسبوع الفائت مع وزراء خارجية أوروبيين، وكذلك خلال المحادثات التي أجراها في مطلع الأسبوع الحالي مع كل من الرئيس التشيلي سيباستيان بانييري، ووزير الخارجية الأسترالي كيفين ريد. وأكد رئيس الحكومة خلال هذه المحادثات أن شكل الحضور العسكري الإسرائيلي في غور الأردن يجب أن يتم الاتفاق عليه في أثناء المفاوضات [مع الفلسطينيين].

وأشارت الصحيفة أيضاً إلى أن نتنياهو طرح موضوع غور الأردن في أثناء المحادثات التي أجراها الأسبوع الفائت مع مبعوثي الإدارة الأميركية دنيس روس وفريد هوف، كذلك درس معهما مدى استعداد الولايات المتحدة لزيادة حجم المساعدات العسكرية لإسرائيل في إطار اتفاق السلام مع الفلسطينيين.