مصدر سياسي روسي رفيع المستوى: إسرائيل تخشى من سقوط الأسد لكنها لا ترغب في بقائه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

قال مصدر سياسي روسي رفيع المستوى اطّلع على مضمون المحادثات التي جرت أمس الأول (الثلاثاء) في منتجع سوتشي الروسي على شاطئ البحر الأسود بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لصحيفة "معاريف"، إن هذا الأخير يخشى من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإمكان وصول عناصر إسلامية متطرفة إلى سدّة الحكم بدلاً منه. وفي الوقت نفسه، أكد هذا المصدر أن إسرائيل، مع ذلك، لا ترغب في بقاء نظام الرئيس الأسد، وذلك خلافاً لرغبة روسيا في أن يكون الأسد جزءاً من أي حل سياسي يتم التوصل إليه فيما يتعلق بالأزمة السورية، على الأقل في المرحلة الأولى.

ومعروف أن هناك خلافات في الرأي داخل المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل فيما يتعلق بالموقف الذي يجب اتخاذه إزاء نظام الأسد. فمن جهة، هناك جهات في هاتين المؤسستين تعتقد أنه على الرغم من أن سقوط نظام الأسد سيؤدي إلى تعزيز قوة الجماعات الإسلامية المتطرفة في صفوف المتمردين، وإلى تفاقم التهديدات "الإرهابية" المتربصة بإسرائيل، فإن هذا السقوط يخدم الهدف الأسمى الذي تسعى إسرائيل لتحقيقه وهو كبح البرنامج النووي الإيراني، وتفكيك محور الشر المؤلف من إيران وسورية وحزب الله. وفي المقابل تعتقد جهات أُخرى سياسية وأمنية أن تصاعد خطر "الإرهاب" من جهة سورية في حال سقوط نظام الأسد، هو الأمر الرئيسي الذي يجب أن يثير قلق إسرائيل أكثر من أي أمر آخر. ويبدو أن رئيس الحكومة نتنياهو يؤيد موقف هذه الجهات.

هذا، وتطرقت المحادثات بين بوتين ونتنياهو إلى موضوع تزويد روسيا سورية بصواريخ متطورة مضادة للطائرات من طراز S- 300. ووفقاً لما نشرته بعض وسائل الإعلام الروسية فإن بوتين أكد أن هذه الصواريخ دفاعية، بينما شدّد نتنياهو على أن هذه الصواريخ ستمنع إسرائيل من أن تدافع عن نفسها في المستقبل، ويمكن أن تقع في أيدي منظمات "إرهابية" مثل حزب الله أو غيره. ولفتت وسائل الإعلام هذه إلى أن الخلافات في الرأي بين الجانبين في هذا الشأن بقيت على ما هي عليه.

كما شدّد الرئيس الروسي على ضرورة عدم الإقدام على أي خطوات من شأنها تصعيد الأوضاع داخل سورية، وذلك في إشارة واضحة إلى الهجمات التي شنتها إسرائيل مؤخراً داخل الأراضي السورية وقالت إنها استهدفت شحنات أسلحة متطورة كانت في طريقها إلى حزب الله. غير أن رئيس الحكومة الإسرائيلية أكد في المقابل أن إسرائيل ستفعل كل ما تراه ملائماً للدفاع عن أمن سكانها.