وجه عدد من أفراد وقيادة الفرقة العسكرية 480 في الجيش الإسرائيلي أمس (الاثنين) رسالة إلى كل من رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال بني غانتس، ووزير الدفاع إيهود باراك، وقائد المنطقة العسكرية الوسطى اللواء نيتسان ألون، أعربوا فيها عن تضامنهم وثقتهم بقائد الفرقة السابق العقيد شالوم آيزنر، الذي يشغل حالياً منصب نائب قائد فرقة منطقة الأغوار.
وقد قرر الجيش الإسرائيلي أول أمس (الأحد) تعليق عمل آيزنر بعد نشر شريط فيديو في وسائل الإعلام يظهر فيه هذا الضابط وهو يعتدي بالضرب بعقب بندقيته على نشيط سلام من الدنمارك خلال نشاط سلمي جرى يوم السبت الفائت وتضمن مسيرة على الدراجات الهوائية انطلقت من موقع بالقرب من مدينة أريحا وانتهت في منطقة الجفتلك في الأغوار.
وقالت الرسالة إن آيزنر "يعتبر مثالاً يحتذى به للجندي المقاتل الذي يؤدي مهمته العسكرية على أكمل وجه، وذلك من خلال الحفاظ على القيم الأخلاقية للجيش الإسرائيلي."
وكان شريط الفيديو قد صوّر آيزنر وهو يعتدي على نشيطي سلام أجانب، ويوجه ضربة بعقب بندقية "إم- 16" كانت في حيازته إلى وجه نشيط سلام دنماركي ما أدى إلى إسقاطه أرضاً، وذلك من دون أن يقوم هذا النشيط بأي عمل يستلزم سلوكاً كهذا من جانب الضابط.
وتسبب هذا الاعتداء بتوتر العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والدنمارك.
وقد بادرت سفيرة الدنمارك في إسرائيل لايسلوت بلسنر أمس (الاثنين) إلى الاتصال بنائب المدير العام لوزارة الخارجية الإسرائيلية رافي شوتس، المسؤول عن شؤون أوروبا، وطلبت تزويدها بتوضيحات بشأن معالجة إسرائيل حادث الاعتداء المذكور. وقد بلّغها شوتس أن الجيش الإسرائيلي علّق عمل الضابط وبدأ تحقيقاً لتقصي وقائع الاعتداء. وأضاف أن كلاً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ورئيس الدولة شمعون بيرس، شجبا الاعتداء بحزم.
وفي إثر هذا الاتصال أصدر وزير الخارجية الدنماركية ويلي سويندل بياناً شجب فيه الاعتداء بشدة، وأكد أن بلده ينتظر نتائج التحقيق الذي يجريه الجيش الإسرائيلي في هذا الشأن.
من ناحية أخرى مثل العقيد آيزنر أمس (الاثنين) أمام لجنة التحقيق في الجيش، وادعى أنه هو الذي تعرّض للاعتداء من طرف نشيطي السلام، وأن ما أقدم عليه كان ردة فعل على هذا الاعتداء.
وقالت مصادر رفيعة المستوى في قيادة الجيش الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه من المتوقع أن يتم إبعاد آيزنر نهائياً من صفوف الجيش.