يجب الرد على إطلاق الصواريخ من داخل سيناء حتى لو كان الثمن توتر العلاقات مع مصر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       فاجأ الصاروخ الذي انفجر هذه الليلة وسط مبان في إيلات سكان هذه المدينة، لكنه لم يفاجىء القوى الأمنية ولا الاستخبارات. فقد كانت تقديرات الجيش الإسرائيلي وقوى الأمن الداخلي والشرطة تشير إلى أن إطلاق الصواريخ من سيناء على إسرائيل هو مسألة وقت فقط. وحتى القيادة السياسية في إسرائيل المتمثلة في وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كانت على علم باحتمال وقوع مثل هذا القصف. وهنا يُطرح السؤال التالي: كيف يمكن إحباط عمليات إطلاق الصواريخ من سيناء على إيلات أو الرد عليها من دون التسبب بتدهور خطير في العلاقات مع مصر، ومن دون تعريض اتفاق السلام معها، الذي لا يزال صامداً حتى الآن، إلى الخطر؟

·       من الواضح أن المصريين لن يوقفوا إطلاق الصواريخ من سيناء، ليس لأنهم لا يريدون ذلك، وإنما لأنهم عاجزون عن فعل ذلك، ولا سيما بعد ضعف سيطرتهم على وسط سيناء وجنوبها، فهم يركزون جهودهم على المنطقة الساحلية شمالي سيناء، والتي هي أيضاً لا تخضع بشكل تام لسيطرتهم. ولذا، على الجيش الإسرائيلي وقوى الأمن الداخلي القيام بهذه المهمة.

·       ومن أجل تحقيق هذا الهدف، يجب وضع خطة عمل تتضمن العناصر التالية: جدار حدودي فعال (تم بناء نصفه حتى الآن)؛ جمع المعلومات الاستخباراتية الدقيقة من الجو ومن البر من داخل منطقة سيناء؛ استخدام القوات الجوية والبرية وحتى البحرية في الرد على الخلايا التي تطلق الصواريخ على إسرائيل من سيناء وتحضر لهجمات ضدها. ويعني هذا خطة عمل مشابهة لتلك التي تستخدمها إسرائيل على الحدود مع غزة.

·       لقد تحولت شبه جزيرة سيناء خلال العام المنصرم إلى الساحة المفضلة للمنظمات الفلسطينية الغزاوية للقيام بهجماتها من هناك أو لإطلاق الصواريخ، وذلك للأسباب التالية: غياب السلطة المصرية؛ الحوافز المالية والإسلامية التي تدفع البدو في سيناء، الذي يعرفون المنطقة معرفة جيدة، إلى تقديم خدماتهم لكل من يدفع لهم؛ الأهم من هذا كله، معرفة البدو بأن إسرائيل لن تقدم على عمل داخل سيناء لوقف عملياتهم خوفاً من التورط العسكري والسياسي مع المجلس العسكري الأعلى في مصر، وكي تتجنب إثارة غضب الشارع المصري الذي يفرض رغبته على الأحزاب الإسلامية المسيطرة حالياً على الحياة السياسية.

·       بناء على ذلك، إذا لم ترد إسرائيل بسرعة وقوة على إطلاق الصواريخ من سيناء، فإنها ستجد نفسها عاجلاً أم آجلاً في مواجهة الوضع الذي كان قائماً على الحدود مع قطاع غزة في إثر الانسحاب الإسرائيلي من هناك سنة 2005.

·       تملك حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" و"لجان المقاومة الشعبية" صواريخ ثقيلة بعيدة المدى من طراز غراد و"فجر-5" الإيرانية الصنع. ومن السهل نقل هذه الصواريخ سراً إلى سيناء عبر الأنفاق، الأمر الذي يعني أن المنطقة التي ستكون معرضة لخطر القصف لن تقتصر على إيلات وقسم من البلدات الواقعة في منطقة العربة، بل ستتعداها إلى منطقتي متسبيه رامون ونيتسنا بالإضافة إلى مناطق أخرى.

·       من المنتظر أن تمارس إسرائيل في البداية ضبط النفس، وتجري اتصالات مع المصريين، وتطلب من واشنطن ممارسة الضغط على القاهرة وعلى الإخوان المسلمين. لكن، في المقابل، عليها أن تتحرك عسكرياً أيضاً وفق المبدأ الذي وضعه الجيش الإسرائيلي في الصيف الماضي، أي الرد على أي إطلاق للصواريخ من سيناء بقصف أهداف في غزة، سواء أكان وراء القصف تنظيمات من غزة أم البدو من سكان سيناء الذين يعملون بتوجيهات فلسطينية. لكن ماذا سيجري لو كان إطلاق الصواريخ من سيناء على إسرائيل هو من عمل مجموعة جهادية تنتمي إلى القاعدة؟

مما لا شك فيه أن من واجب متخذي القرارات في إسرائيل فعل كل ما في وسعهم للدفاع عن أمن وحياة مواطنيهم، وحتى لو كان الثمن إلحاق الضرر باتفاق السلام مع مصر.