بقاء نظام الأسد بتأييد إيران أكبر فشل استراتيجي تواجهه إسرائيل في الشرق الأوسط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·       يمكن القول إن المهمة التي يقوم بها كوفي أنان، السكرتير العام السابق للأمم المتحدة، في سورية والرامية إلى وضع حد لأعمال العنف في هذا البلد تخدم جيداً أهداف الرئيس بشار الأسد، لأنها لا تؤدي حتى الآن إلى منعه من الاستمرار في ارتكاب أعمال القتل والقمع بحق أبناء شعبه، فضلاً عن أن أنان نفسه يتعامل مع الأسد باعتباره شريكاً حيوياً من أجل إيجاد حل للأزمة التي تعصف بسورية، بدلاً من اعتباره أساس المشكلة.

·       ومن المتوقع أن يزور أنان في غضون الأيام القليلة المقبلة طهران بعد أن أعلنت إيران انضمامها إلى قائمة الدول التي تؤيد مهمته. ومعروف أنه في أواسط نيسان/ أبريل الحالي ستستضيف تركيا لقاء بين مندوبي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي وألمانيا وبين مندوب إيران لمناقشة الأزمة السورية، ولا شك في أن ظهور إيران بمظهر الدولة التي تسعى لوقف سفك الدماء في سورية، حليفتها الاستراتيجية، سيخدمها كثيراً في المستقبل، لأن ذلك سيخدم أحد الأهداف التي تتطلع إلى تحقيقها هو الاعتراف بمكانتها كدولة إقليمية عظمى في الشرق الأوسط.

·       وليس من المبالغة القول إن رفع مكانة إيران إلى مصاف الشريك الحيوي في كل ما يتعلق بمستقبل النظام في سورية، من شأنه أن يجعل اللحظة التي تصبح فيها اليد الإيرانية هي المسؤولة عن أزرار ترسانة الأسلحة السورية قريبة للغاية، وأن يشكل رافعة لاستكمال سيطرة دمشق على لبنان. وعملياً ستصبح إيران بضوء أخضر من العالم مرابطة على طول الحدود الشمالية لإسرائيل.

كان من المنطقي أن تشمل مهمة أنان زيارة لإسرائيل باعتبارها دولة مجاورة لسورية وموجودة في حالة حرب معها، لكن حتى الآن لا توجد أي إشارة إلى احتمال قيامه بزيارة كهذه. وفي حال نجاح أنان في إحلال سلام في سورية، وموافقة العالم على أن يستمر نظام الأسد في الحكم بدعم إيران وتأييدها، سنكون شهوداً على أقسى عملية فشل استراتيجية تواجهها إسرائيل في الشرق الأوسط منذ قيام الدولة. وهذا هو برأيي التحدي السياسي - الأمني الآني الماثل أمام الحكومة الإسرائيلية، ومع ذلك فإنها لا تحرك ساكناً لمواجهته.