أوباما حقق انتصاراً مهماً في موضوع السلاح الكيميائي السوري سينعكس على معركته ضد إيران
تاريخ المقال
المصدر
- يمكن القول إن الانتصار الذي حققه رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما في المعركة من أجل القضاء على السلاح الكيميائي الذي في حيازة سورية ما زال انتصاراً على الورق. لكن وفقاً لشروط الاتفاق الذي تم التوصل إليه في هذا الشأن بين روسيا والولايات المتحدة في جنيف، سيتعين على سورية أن تقدّم المطلوب منها في غضون الأيام القليلة المقبلة، وفي طليعة ذلك الكشف عن مستودعات السلاح الكيميائي الموجودة لديها، وعلى ما يبدو سيكون من الصعب عليها أن تخدع الروس والأميركيين والإسرائيليين والعالم كله.
- وعلى الرغم من أن هذا الانتصار هو على الورق، فإنه يشكل إنجازاً غير مسبوق للرئيس أوباما الذي اتهمه كثيرون في العالم حتى أواسط الأسبوع الفائت بأنه رئيس متردد ومتلعثم، لكنه سرعان ما أثبت للجميع أنه نجح في ما فشل فيه غيره، وهو الدمج بين التهديد العسكري والدبلوماسية الحازمة، وبذا وفر على الولايات المتحدة احتمال التورط في حرب أخرى ستزهق أرواح مزيد من الجنود الأميركيين.
- تجدر الإشارة هنا إلى أن إسرائيل تمتلك تجربة طويلة في ما يمكن اعتباره حروباً خداعية بينها وبين سورية منذ حرب الاستقلال [حرب 1948]. وفي جميع هذه الحروب حاول السوريون أن يكون لهم القول الفصل في نهاية المطاف وأن يصوروا نهاية كل حرب على أنها انتصار لهم. وبناء على ذلك، يجب أن نتريث قليلاً لنعرف فيما إذا كان الاتفاق الروسي- الأميركي سيؤدي إلى تنازل سورية عن ترسانة السلاح الكيميائي الضخمة التي تمتلكها.
- في حال حدوث ذلك، فستشكل هذه النتيجة خطوة مهمة للغاية لأن من شأنها أن تنعكس على المسعى المتعلق بكبح البرنامج النووي الإيراني. ومعروف أن المسؤولين في طهران منهمكون الآن في البحث عن جواب على السؤال التالي: ماذا سيفعل الأميركيون بنا في حال الاستمرار في دفع البرنامج النووي قدماً؟ وهل سيقوم الرئيس أوباما باتباع النهج الذي اتبعه ضد سورية، نهج التلويح بالتهديد العسكري وتغليف ذلك بدبلوماسية حازمة؟
إن ما يمكن قوله في هذه الأثناء هو أن على الإيرانيين أن يقبلوا نموذج الحل الذي تم التوصل إليه بشأن السلاح الكيميائي السوري، وإلا فإن الرئيس أوباما سيكون مضطراً إلى توقيع أمر إلى الجيش الأميركي يقضي بتحويل المنشآت النووية الإيرانية أثراً بعد عين.