قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الأوضاع الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط قد تغيرت كثيراً منذ حرب يوم الغفران [حرب تشرين/ أكتوبر 1973] وبعد أن وقعت إسرائيل اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن، فيما تسعى في الوقت الحالي إلى تحقيق تسوية مع الفلسطينيين، مؤكداً أن كل هذه التطورات ما كانت لتحدث لولا إدراك الدول المجاورة أنها عاجزة عن تحقيق حسم في ميدان القتال.
وأضاف نتنياهو في سياق كلمة ألقاها في مراسم إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في حرب يوم الغفران أقيمت أمس (الأحد) في مناسبة مرور 40 عاماً على اندلاع تلك الحرب، أن إسرائيل موجودة حالياُ في عصر آخر في خضمّ زلزال إقليمي لم يكن له مثيل منذ قيام الدولة، وقد أصبحت تواجه تهديدات جديدة على شكل صواريخ وحرب الفضاء الإلكترونية وأسلحة الدمار الشامل أيضاً. وأعرب عن أمله أن تؤتي التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن قضية السلاح الكيميائي السوري أُكلها، مؤكداً أن الحكم على هذه التفاهمات يجب أن يكون وفقاً لنتيجتها النهائية التي يجب أن تؤدي إلى القضاء على ترسانة السلاح الكيميائي الموجودة في حيازة النظام السوري بصورة كاملة.
وأكد رئيس الحكومة أن هذا الحكم نفسه يجب أن ينطبق على المساعي التي تبذلها الأسرة الدولية لوقف التسلح النووي الإيراني حيث لن تكون الكلمات هي الحاسمة هنا وإنما الأفعال والنتائج. لكن مهما تكن النتيجة يجب على إسرائيل أن تكون مستعدة ومتأهبة دوماً للدفاع عن نفسها إزاء أي تهديد، حيث لهذه القدرة ولهذا الاستعداد الآن أهمية أكبر مما كان لهما في أي وقت.
وشدّد نتنياهو على أن إسرائيل بعد مضي 40 عاماً على حرب يوم الغفران باتت أقوى من أي وقت مضى، غير أنها تعلم أن مدماك قوتها الحقيقية كان ولا يزال كامناً في روح الشعب وروح المقاتلين الذين قتلوا وروح زملائهم الذين عادوا من الحرب، وهي الروح نفسها التي ما زال شعب إسرائيل يتحلى بها بصفته شعباً ذا تاريخ موغل في القدم عاد إلى وطنه وبات مستعداً للتشبث به بأظفاره وللذود بحصافة عقله وشجاعة قلبه عن دولته الواحدة الوحيدة.