أكبر خطأ ارتكبته ليفني خلال زعامتها لحزب كاديمـا كامن في تمسكها بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       أتوقع أن تعلن عضو الكنيست تسيبي ليفني، الرئيسة السابقة لحزب كاديما، في غضون الأيام القليلة المقبلة، استقالتها من الكنيست واعتزالها العمل السياسي كلياً. وحتى لو كان ثمة من يحاول إقناعها بأن تفعل عكس ذلك، فإن الهزيمة النكراء التي مُنيت بها أمام عضو الكنيست شاؤول موفاز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة الحزب التي جرت يوم الثلاثاء الفائت وتنافست فيها معه، تلزمها الاستقالة والاعتزال.

·       في حال إقدام ليفني على ذلك لا بد من القول إنها تعتزل الحياة السياسية بيدين غير ملطختين بوصمات السياسة الإسرائيلية، وإن الأخطاء الكثيرة التي ارتكبتها خلال زعامتها لحزب كاديما كانت أخطاء تكتيكية لا استراتيجية.

·       مهما تكن هذه الأخطاء يجب الإشارة إلى ما يلي منها: أولاً، خطأ عدم تشكيلها حكومة برئاستها بعد استقالة [رئيس الحكومة السابق] إيهود أولمرت حتى ولو بثمن تقديم بعض التنازلات إلى الأحزاب الدينية والحريدية؛ ثانياً، خطأ عدم الانضمام إلى الحكومة بعد الانتخابات العامة الأخيرة [في شباط/ فبراير 2009]، الأمر الذي تسبب بجعل حزب كاديما ضعيفاً وعديم التأثير في الحياة السياسية؛ ثالثاً، عدم محاربتها ظواهر الفساد داخل كاديمـا.

غير أن أكبر خطأ ارتكبته ليفني يظل كامناً في تمسكها بضرورة إجراء مفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وذلك في وقت لم تعد فيه هذه المفاوضات تحظى بثقة الرأي العام في إسرائيل، واحتلت جدول الأعمال العام موضوعات أخرى بدءاً بغلاء المعيشة وانتهاء بالبرنامج النووي الإيراني. وبناء على ذلك كان الانطباع السائد بشأن ليفني هو أنها الزعيمة السياسية الوحيدة التي تسبح ضد التيار. وإذا كان سلوكها هذا ينم عن شجاعة كبيرة من الناحية الشخصية، فإنه كان يعني في واقع إسرائيل انتحاراً من الناحيتين السياسية والحزبية.