الحكومة الإسرائيلية الحالية تتبع "أسلوب الدفاع الهجومي" ولا تقدم على أي مبادرة في ساحة الخصم
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

 

  • إليكم موجز النجاحات الباهرة التي حققتها الحكومة الإسرائيلية الحالية في المجال السياسي خلال الأسابيع القليلة الفائتة: كبح تظاهرات مئات اللاجئين الفلسطينيين التي حاولت اختراق السياج الحدودي [في منطقتي الحدود مع كل من لبنان وسورية] من خلال استعمال الذخيرة الحيّة؛ عرقلة قافلة السفن إلى قطاع غزة بواسطة عمليات تخريب عدد من السفن التي كانت راسية في الموانئ اليونانية؛ التراجع عن عملية إعادة رفات مقاتلين فلسطينيين مدفونة في إسرائيل كبادرة حسن نية إزاء السلطة الفلسطينية؛ كبح القافلة الجوية التي كان من المتوقع أن تنقل مئات الناشطين اليساريين الأجانب المتضامنين مع الفلسطينيين إلى إسرائيل.
     
  • وفي جميع هذه النشاطات تمثلت سياسة الحكومة في المعادلة التالية: في البداية يتم تشخيص الخطر، ثم يجري تضخيمه إلى درجة التهديد المصيري، وفي النهاية يجري إحباطه من خلال التحرّك السياسي المقرون باستعمال قبضات الأجهزة الأمنية المتعددة.
     
  • ولعل أفضل وصف ينطبق على هذه السياسة هو "أسلوب الدفاع الهجومي" المأخوذ من ملاعب كرة القدم، ويكون فحواه التحصّن في خط الدفاع وعدم الإقدام على أي مبادرة هجومية في ساحة الخصم.
  • وعادة ما يتم اللجوء إلى هذا الأسلوب في ملاعب كرة القدم من طرف أي فريق لسببين اثنين لا ثالث لهما، وهما: أولاً، أن يكون هذا الفريق يعاني من دونية كبيرة أمام الفريق الخصم؛ ثانياً، أن تكون نتيجة المباراة في لحظة اللجوء إلى هذا الأسلوب جيدة بالنسبة إلى الفريق نفسه ولا يرغب في تغييرها مطلقاً.

ومن الواضح أن أي سبب من هذين السببين لا ينطبق على دولة إسرائيل في الوقت الحالي، لأنها لا تعاني من أي دونية في مقابل الفلسطينيين أو الدول العربية، في حين أن نتيجة النزاع لا تميل إلى مصلحتها سواء من الناحية الديموغرافية أو من ناحية المكانة الدولية. وهذا يعني أن "أسلوب الدفاع الهجومي" الذي تتبعه إسرائيل غير ملائم لها مطلقاً، ومع ذلك فإن المسؤولين في الحكومة الحالية لا يجدون أي غضاضة في الاستمرار في اتباع هذا الأسلوب.