الجيش الإسرائيلي يتحول نحو اليمين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • اعتاد اليسار الإسرائيلي أن يستخدم آراء كبار المسؤولين السابقين في المؤسسة العسكرية الذين هم في أغلبيتهم من الأشكينازيين العلمانيين القريبين من أحزاب اليسار، وذلك من أجل التأثير في الحياة السياسية. وقد شكل هذا جزءاً من إرث اليسار الإسرائيلي الذي حاول أن يعوّض عدم وصوله إلى السلطة بمواصلة استخدامه مواقف كبار المسؤولين العسكريين كي يبلور رأياً عاماً قادراً على التأثير في قرارات الحكومة.
     
  • فعلى سبيل المثـال، وخلال الولاية الأولى لبنيامين نتنياهو رئيساً للحكومة الإسرائيلية [1996 - 1999]، وقف رئيس الأركان آنذاك أمون ليفكين شاحاك ضده، وحذّر بعد استقالته من منصبه من أن رئيس الحكومة يشكل خطراً على إسرائيل. كذلك قدّم اللواء أورن شاحر، الذي كان آنذاك منسقاً للعمليات في المناطق، تقارير عن الوضع إلى رئيس المعارضة [شمعون بيرس]، موضحاً له أن زملاءه في الجيش يعتبرون صعود اليمين الى السلطة "نقطة تحول سلبية".
     
  • لكن، بالتدريج، باتت معظم قيادات الجيش الإسرائيلي، وأغلبية المقاتلين فيه، تأتي من أماكن أخرى: من الحركة الصهيونية الدينية، ومن مهاجري أثيوبيا، ومن دول الاتحاد السوفياتي سابقاً، ومن الدروز، وحتى من العرب الذي يخدمون في الجيش، وكل هؤلاء لديهم نظرة محافظة، ومتطرفة، إذ إن أغلبية الجنود اليهود تؤمن بالفكر التوراتي لأرض إسرائيل. فإذا كان هؤلاء هم محاربو اليوم، فعلى الأرجح أنهم سيشكلون مستقبلاً كبار المسؤولين السابقين الذين لا ينظرون إلى يهودا والسامرة بصفتها أراضي محتلة وإنما سيعتبرونها مكوناً أساسياً للهوية اليهودية ـ الصهيونية، وهم لن ينظروا إلى الإرهاب بصفته "حرباً محدودة القوة" وإنما سيعتبرونه تهديداً لوجود إسرائيل يجب حسمه.