ليس هناك حزب يمثل معسكر الوسط واليسار في إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       بعد الانتخابات التمهيدية في حزب كاديما بقي معسكر كبير في إسرائيل من دون حزب يمثله. صحيح أن تسيبي ليفني خسرت الانتخابات، لكن هناك 40٪ من أعضاء الحزب صوتوا إلى جانبها لأنهم كانوا يؤمنون بأنه في حال فوزها ستتمكن من تغيير حزب كاديما وتحويله إلى الحزب الذي يطمحون إليه. وقد بات هذا المعسكر من الناخبين اليوم من دون تمثيل.

·       إن حزب كاديما برئاسة شاؤول موفاز لا يشكل جواباً عن الأسئلة التي يطرحها الذين اقترعوا لمصلحة تسيبي ليفني، وعلى الأرجح أن عدداً كبيراً من هؤلاء لن يبقى في الحزب، وهو بات لا يعرف إلى أين عليه أن يتوجه، ولا سيما أن شيلي يحيموفيتس [زعيمة حزب العمل] لم تنجح في أن تظهر في صورة "زعيمة الاحتجاج" الاجتماعي، على الرغم من الشعبية التي قد يقدمها لها ذلك. ليس هذا فحسب، فقد فشلت يحيموفيتس في أن تقدم نفسها في صورة زعيمة على الصعيد الوطني، فهي تبدو منهمكة في معالجة مسائل قد تكون مهمة بحد ذاتها، مثل أجور كبار الموظفين، والظلم الاجتماعي، لكنها لا تشارك في النقاشات الأساسية بشأن مستقبل المناطق، والعلاقة مع الفلسطينيين، والخضوع للحريديم، فضلاً عن المسألة الأهم، أي مهاجمة إيران. ومن المرجح ألاّ تتمكن يحيموفيتس من زيادة عدد مقاعد حزب العمل في الكنيست في الانتخابات المقبلة، ناهيك عن كونها عاجزة عن تحويل نفسها وحزب العمل إلى بديل من السلطة القائمة.

·       يبقى هناك المرشح الجديد يائير لبيد، الذي لا يشكل وحده بديلاً، بل جزءاًَ من مجموعة كاملة من الأحزاب التي قد تنجح معاً في إحداث التغيير المطلوب في الحكم. إلاّ إن لبيد ما زال حتى اليوم يتلكأ في تحركه، فمنذ إعلان حزبه الجديد لم يقدم لنا عضواً واحداً في هذا الحزب، هذا كي لا نتحدث عن عدم وجود قائمة بالمؤيدين وبأعضاء الحزب الجديد. وحتى الآن لم يقل لبيد كلمة واحدة بشأن برنامجه الانتخابي.

في النهاية، يمكن القول إنه على الرغم من الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها نتنياهو واليمين الإسرائيلي، فإن معسكر حزب الوسط واليسار في إسرائيل هو معسكر كبير ومهم، وفي استطاعة كل من يحيموفيتس ولبيد جذب جزء كبير منه، لكن عليهما البدء بالعمل منذ الآن لأن الوقت بدأ ينفد.