المزج بين التهديد بالقوة العسكرية والتحرك الدبلوماسي أفضل من الهجوم العسكري
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

 

  • بالأمس أعاد الرئيس باراك أوباما السيف الذي لوح به في الأسابيع الماضية فوق رأس بشار الأسد إلى غمده. قد يأتي اليوم الذي سيضطر فيه إلى سحب سيفه من جديد من أجل ضرب النظام السوري، لكن احتمالات حدوث ذلك آخذة في التضاؤل.
  • لقد أدرك أوباما أن التلويح بالسيف ليس ناجعاً ولا سيما إذا كان هذا السيف ذا حدين، إذ من دون دعم قوي داخلياً وخارجياً فإن استخدام الخيار العسكري يضر أكثر مما ينفع.
  • إلى جانب ذلك، فالسيف الذي لوح به لم يكن موجهاً لقطع عنق بشار بل لمعاقبته على استخدام السلاح الكيميائي ضد المدنيين، ومن أجل إرسال رسالة واضحة بشأن الإصرار الأميركي على فرض قواعد سلوكية.
  • لقد حدد الخطاب الذي وجهه أوباما إلى الشعب الأميركي الذي وقف وقفة واحدة ضده من الكونغرس وحتى البنتاغون، ومن الجمهور وصولاً إلى زوجته، أكثر من أي شيء آخر، حدود التدخل العسكري الذي في النهاية جُمد حتى خطاب جديد آخر: فهو عبارة عن ضربات محدودة عن بعد، ولن يتضمن أي وجود عسكري أميركي على الأراضي السورية، كما أنه لا يهدف إلى إسقاط بشار الأسد كي لا تتهم واشنطن بالمسؤولية عن الفوضى التي قد تحدث في دمشق في أعقاب ضربة عسكرية.
  • إن المعارضة للعملية العسكرية، حتى المحدودة التي اضطر أوباما إلى اتخاذ قرار بشأنها على الرغم من تعارضها مع برنامجه الانتخابي منذ كان سيناتوراً، هي التي جعلت أوباما يقفز إلى المخرج الدبلوماسي الذي اقترحه الروس.
  • وليس هذا بالأمر السيئ، فالخطة الاستراتيجية لحل الأزمة السورية يجب ان تكون خطوطها العامة متفقاً عليها من جانب الزعماء الكبار.
  • إن التوجه العام لرئيس الولايات المتحدة نحو تفضيل الوسائل السياسية على العسكرية أمر يستحق الثناء. فإذا جرى وضع السلاح الكيميائي للرئيس الأسد تحت الرقابة الدولية وجرى تفكيكه بصورة تدريجية، يتحقق الهدف الأساسي للأميركيين بصورة أكثر نجاعة من استخدام العملية العسكرية التي كانت ستؤدي إلى ضرب المسؤولين عن استخدام هذا السلاح من دون أن تلحق الضرر بالسلاح الكيميائي بحد ذاته، فضلاً عن أنه قد ينتشر ويؤذي الناس.
  • إن المزج بين القوة العسكرية المنضبطة والتحرك الدبلوماسي الذي يقوم به بصورة خاصة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشريك الأساسي لبشار الأسد، أكثر فائدة من الضربة العسكرية التي تفتقر إلى أفق سياسي.
  • ويمكن تطبيق هذا الدرس على المشكلة النووية الإيرانية، إذ ينبغي على جبهة عالمية واسعة أميركية - روسية - صينية من دون ظهور إسرائيلي بارز للعيان، وضع أهداف حقيقية من دون تحمّس للضغط على الزناد، وذلك من أجل دفع زعامة طهران نحو اتخاذ قرارات رصينة.