دعم الـ"إيباك" للعملية العسكرية سيشكل ذريعة لخصوم إسرائيل لمهاجمتها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • أمر غريب حلّ بأوباما بعد أن بدأ حملة إعلامية وسياسية مكثفة بهدف كسب تأييد الرأي العام والكونغرس لضربة عقابية ضد دمشق. فبقدر ما ازدادت الحملة زخماً كانت نسبة المعارضين للخيار العسكري تزداد بنفس المقدار. 
  • قبل نحو عشرة ايام، لحظة امتنع الرئيس الأميركي عن استخدام صلاحياته القانونية والمشروعة، بلغت نسبة دعم الجمهور الأميركي للضربة العسكرية معدل 50%. في حين اصبح اليوم 35% من الأميركيين فقط يؤيدون عملاً عسكرياً ولو محدوداً.
  • وفي الواقع فإن الهجمة الإعلامية لاستمالة وإقناع الرأي العام والسلطة التشريعية بشتى الوسائل المتاحة، تدل بالضبط على الوهن الشديد وفقدان الاتجاه [من قبل البيت الأبيض]. فبعد تعرضه لنوبة شلل في لحظة الحقيقة، حاول أوباما تمويه ضعفه المطلق بضوضاء تصم الآذان، مما فاقم الشعور بالفرصة الضائعة والقيادة الغائبة. ومثلما أن خطاباً بليغاً واحداً (كالّذي سمعناه يوم الثلاثاء) لا يمكن، بضربةٍ واحدة، أن يؤدي إلى واقعٍ جديدٍ أو تحييد المزاج السائد، كذلك لا تستطيع قوة الحملةِ الإعلاميةِ العبثيةِ الحاليةِ أن تغيّر الحقيقة الرئيسية التالية: إن الرأي العام الأميركي غير مقتنع بأن ما يحدث في سورية يستدعي تدخلاً من جانب الولايات المتحدة الأميركية أياً كان شكله.
  • وهكذا، عاد أعضاء الكونغرس من العطلة الصيفية إلى واشنطن مطلع هذا الأسبوع وهم يحملون رسالةً واضحةً لا لبس فيها من ناخبيهم: إن المذبحة الكيميائية في غوطة دمشق لا تشكل تهديداً مباشراً  للأمن القومي الأميركي، في حين أن كلَّ ردٍ أميركيٍّ محتملٍ ينطوي على خطر التصعيد والتورط. ولا تزال حرب العراق تؤرق الذاكرة الجماعية الأميركية (مع تجنبنا ذكر الحرب غير المنتهية في أفغانستان).
    ويمكن أن نضيف إلى ذلك أن أميركا التي شهدت قبل اثني عشر عاماً ضرب برجَي التجارة في نيويورك، تنظر إلى الثوار السوريين على أنهم ورثة كبير الإرهابيين أسامة بن لادن، وهي بالتالي غير مستعدة لمنح الغطاء لعملية قد تؤدي إلى تعزيز قوتهم.
  • إن البيت الأبيض الذي فوّت فرصة الإقدام على العملية بسبب قلة حكمته، يهدر اليوم ذخيرة سياسية ثمينة في محاولة لإقناع الخصوم والأصدقاء على السواء بدعم استراتيجيا ميؤوس منها وشبه متعذّرة. ففي خضم المتاعب الداخلية الإشكالية [الأميركية]، نجح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ملء الفراغ وفي احتلال الصدارة كوسيط قادر على أن يخرج من جعبته الحل السحري للأزمة، مصادراً السيطرة من أيدي "المهيمن الأميركي". وهكذا تحول بوتين إلى لاعب رئيسي ووسيط أعلى.   
  • بالنسبة لإسرائيل، فإن مفاعيل هذا الفشل ولا سيما على جبهة برنامج إيران، النووي، خطيرة للغاية. أضف إلى ذلك أن إقحام منظمة الـ"إيباك" في مساعي استمالة وإقناع الكونغرس الأميركي قد يكون خطأً جسيماً، ليس لأن هذا الأمر قد يضع إسرائيل في عين العاصفة الإعلامية، ويصعّب عليها المحافظة على سياسة "البروفيل المنخفض" التي انتهجتها حتى الآن، بل لأن هذا التدخل قد يوقظ شياطين الماضي غير البعيد.
    ففي حرب العراق الثانية، اتهمت إسرائيل بدون سبب، بأنها حثت (بواسطة صقور المحافظين الجدد) إدارة بوش الابن على شنّ هذه الحرب.
    وبالتالي، فإن هذا المسعى الأخير من شأنه أن يعطي خصوم إسرائيل في العاصمة الأميركية ذريعة لمهاجمتها ولتقويض أسس العلاقات بين الدولتين.