موقف أوباما إزاء سورية تمليه المصلحة الأميركية فقط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • أعتقد أن مطالبتنا رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما بأن يوجه ضربة عسكرية إلى سورية عقاباً لنظام بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيميائي ضد أبناء شعبه، هي مطالبة غير أخلاقية فضلاً عن كونها تفتقر إلى أدنى قدر من الفهم الاستراتيجي.
  • في ما يتعلق بالجانب الأخلاقي، لا بُد من طرح السؤال التالي: لماذا توجه مثل هذه المطالبة إلى الولايات المتحدة أصلاً، في وقت توجد فيه دول أخرى في العالم تمتلك جيوشاً قوية ويستطيع سلاحها الجوي أن يعاقب سورية بسهولة نسبية مع قدر أقل من تعريض حياة جنودها للخطر؟
  • وأقصد على نحو خاص دولاً ليست وراء المحيط، وما يحدث في سورية ذا صلة بها أكثر مما هو بالولايات المتحدة، وفي مقدمها إسرائيل التي أثبتت أكثر من مرة وفقاً لتقارير وسائل إعلام أجنبية أن بإمكان سلاحها الجوي أن يقوم بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية.
  • إن عدم وجود رغبة لدى دولة مثل الولايات المتحدة تقع في الطرف الآخر من العالم، بالتدخل في سورية يجب ألا يثير حفيظتنا في الوقت الذي لا نطالب فيه أنفسنا بمثل هذا التدخل.
  • ويبقى السؤال المطروح: ما هو عدد الأهل في إسرائيل الذين هم على استعداد لإرسال أبنائهم وبناتهم للتدخل في الحرب الأهلية الدائرة في سورية؟ ولماذا يجب أن توافق على هكذا تدخل أم في ولاية مينيسوتا أو أب في ولاية كاليفورنيا؟
  • لقد علمنا الفيلسوف عمانوئيل كانت أن الأخلاق لا تتجزأ، لذا فليس أخلاقياً على الإطلاق أن نطلب من الآخرين أن يقوموا بأمر نستطيع نحن القيام به ولا نرغب في ذلك، وسبق لحكمائنا أن حذرونا من مغبة أن نفعل بأصدقائنا ما نكرهه لأنفسنا.
  • غير أن المسألة لم تعد منحصرة في الجانب الأخلاقي، بل هي تشتمل كذلك على جانب آخر هو تجاهل حقيقة أن موقف الرئيس أوباما إزاء سورية تمليه مصلحة الولايات المتحدة فقط، وإن أي تدخل أميركي في سورية يهدف أكثر من أي شيء آخر، إلى الحؤول دون شرعنة استعمال أسلحة غير تقليدية في العالم أجمع.
  • وإن دل هذا التجاهل على شيء، فإنه يدل على عدم فهم استراتيجي لسياسة الولايات المتحدة ودورها.
  • ولا شك في أن هذه المصلحة هي التي دفعت الرئيس أوباما إلى أن يعلن قبل أكثر من عام أن استخدام نظام الأسد السلاح الكيميائي سيشكل تجاوزاً للخطوط الحمر ويستلزم رداً أميركياً صارماً. وبرأيي، فإن هذه المصلحة هي التي ستجعل الرئيس الأميركي في حال قيام إيران بتجاوز الخطوط الحمر، يقرّر شن هجوم على منشآتها النووية.
  • ولن يفعل ذلك بسبب الحاجة الأخلاقية الى إنقاذنا أو بسبب علاقة الود التي تربط بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية.