على إسرائيل عدم التسرع في مهاجمة إيران
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

·       يمكن القول فيما يتعلق بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران، إنه بالإضافة إلى الاعتبارات العملانية والاستخباراتية، وعدم الانتهاء من عملية تحضير الجمهور والجبهة الخلفية، والحاجة إلى حوار أعمق مع الولايات المتحدة، فإن الظروف الحالية ليست مؤاتية لشن هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وذلك للأسباب التالية:

·       أولاً: بلوغ المساعي الدولية من أجل فرض عقوبات على طهران ذروتها. فقد باتت إيران منقطعة عملياً عن الاقتصاد العالمي، وغير قادرة على تحويل الأموال عبر المصارف. وفي حال لم يكن هذا كافياً، فإن الحظر النفطي الذي سيفرضه الاتحاد الأوروبي في مطلع تموز/يوليو المقبل سيجعل إيران تخسر سوقاً جديدة لتصدير نفطها.

·       لذا من الصعب على إسرائيل أن تتخذ قرارها بمهاجمة المنشآت النووية في ذروة هذه المساعي الدولية المكثفة، لأنها لا تريد أن تظهر على أنها سبب فشل المحاولات الدولية للضغط على إيران، والتي تحظى بتأييد دولي واسع وتحقق نجاحاً لا بأس به.

·       ثانياً: بدء الحوار مع إيران في نيسان/أبريل المقبل، إذ يمكن أن يؤدي لجوء إسرائيل إلى الخيار العسكري في أثناء تجدد المفاوضات إلى ظهورها بمظهر المخرب للمساعي الدولية لحل المشكلة الإيرانية بالوسائل السلمية.

·       وعلى الرغم من أن المفاوضات مع إيران لم تؤد حتى الآن إلى النتائج المرجوة، إلاّ إنها مهمة بالنسبة إلى كل من إيران والغرب، إذ ترغب إيران في استغلال هذه المفاوضات من أجل تخفيف الضغوط عليها، في حين يريد الغرب استغلالها  لتأجيل ساعة الحسم.

·       ومع ذلك يمكن القول إن الوقت لم ينفد من أجل مهاجمة إيران، فثمة وسائل وخطوات يمكن من خلالها تمديد هذا الوقت. وبصورة عامة تواجه إيران ضغوطاً اقتصادية وسياسية أقسى وأكثر تعقيداً من الماضي، وقد يدفعها هذا إلى التخلي عن مواقفها المتشددة، ولا سيما إذا اتضح لها أن احتمالات مهاجمتها حقيقية وكبيرة، وهي قد توقف في الوقت الملائم سباقها للحصول على السلاح النووي. ومن المعلوم أن إيران لا تتقدم بالوتيرة السريعة التي تريدها خوفاً من أن تدفع ثمناً باهظاً لاجتيازها العتبة النووية.

·       إن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها بقواها الذاتية، لكن من الخطأ أن تتحرك في الوقت الحالي. ففي حال ثبتت نجاعة الضغوط والعقوبات فإن هذا سيكون أمراً جيداً للغاية. أمّا إذا لم تؤد العقوبات إلى إحداث التغيير المطلوب في السياسة الإيرانية، فإن هذا سيزيد بصورة كبيرة في شرعية شن هجوم على إيران.

·       علاوة على ذلك، فإن فشل المفاوضات مع إيران سيقنع كل الذين ما زالوا غير مقتنعين حتى الآن بأن الزعامة الإيرانية الحالية غير مستعدة للتوصل إلى تسوية بشأن المشكلة النووية.

تجدر الإشارة إلى أن لا شيء يضمن، في حال فشلت المفاوضات، أن يقوم الرئيس الأميركي المنتخب في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، بغض النظر أكان ديمقراطياً أم جمهورياً، باستخدام الوسائل العسكرية لوقف تطوير إيران للسلاح النووي. لكن سيكون لدى إسرائيل في ذلك الوقت الشرعية الضرورية للقيام بضربة عسكرية ناجحة ولمواجهة انعكاساتها المحتملة.