· افتُتح أمس المؤتمر السنوي لمنظمة "جي ستريت" اليسارية التي تمثل اليهود في الولايات المتحدة الأميركية، بكلمة ألقاها الكاتب عاموس عوز وجه فيها انتقادات حادة إلى منظمة "إيباك" لتشددها ومواقفها المتطرفة.
· لا يمكن لأحد أن يتجاهل انقسام يهود الولايات المتحدة على أنفسهم، كما لا يمكن أن نتجاهل أن منظمة "جي ستريت" التي أُسست قبل أربعة أعوام تمثل اليوم الجناح الليبرالي ليهود أميركا، إلاّ إن هذا لا يبرر الهجوم الذي شنه عوز على "إيباك" متهماً إياها بالتطرف والتعصب.
· بعد كلام عوز أشعر بأن من واجبي كإسرائيلي أن أشكر منظمة "إيباك" على ما فعلته طوال عشرات الأعوام دفاعاً عن مصالح دولة إسرائيل وحكوماتها، بغض النظر عمن يترأس هذه الحكومات، سواء أكان إسحق رابين أم إسحق شامير أم إيهود أولمرت. وقد نجح جميع رؤساء هذه الحكومات وغيرهم في استخدام نفوذ "إيباك" داخل الكونغرس الأميركي من أجل مصلحة إسرائيل.
· وتجدر الإشارة إلى أن منظمة "جي ستريت" لا تتبنى مواقف حكومة نتنياهو من المسألة الفلسطينية أو من موضوع الاستيطان، وهي تعكس وجهة نظر الجمهور اليهودي من ناخبي الحزب الديمقراطي المؤيدين للرئيس أوباما، الذين يتحفظون مثله على موضوع المستوطنات.
· لقد قررت القدس هذه المرة أن ترسل مندوباً إسرائيلياً لتمثيلها في مؤتمر "جي ستريت"، وهو نائب السفير في واشنطن. كما أرسلت الإدارة الأميركية، بموافقة أوباما، ممثلَين عنها من مستوى رفيع هما: فاليري غرانت مستشارة الرئيس أوباما، وطوني بلينكان مستشار الأمن القومي لنائب الرئيس جو بايدن. وهذا يشكل اعترافاً رسمياً من جانب كل من إسرائيل والإدارة الأميركية بـ "جي ستريت".
مما لا شك فيه أن "جي ستريت" لا تملك النفوذ الذي تملكه "إيباك"، فما زال أمام المنظمة اليسارية الكثير لتفعله كي تصل إلى مستوى "إيباك". ومع ذلك فإن إسرائيل بحاجة إلى تعاطف الجميع من اليسار واليمين، كما تحتاج إلى تأييد ملايين الإنجيليين في الولايات المتحدة، لذا يتعين عليها ألاّ تسعى لتعميق الانقسامات الطبيعية الموجودة وسط يهود الولايات المتحدة.