من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الكشف عن هوية القاتل في تولوز محمد المراح، الذي تباهى بانتمائه إلى تنظيم القاعدة مع أنه نفّذ هجماته منفرداً، يجعل الجريمة ضد المدرسة اليهودية في تولوز عملاً إرهابياً بامتياز. وعلى الرغم من صعوبة تجاهل وقع ما حدث على يهود فرنسا، إلاّ إن القاتل أعلن أنه استهدف أطفالاً في مدرسة يهودية انتقاماً للأطفال الفلسطينيين، وبذلك ربط مصير اليهود الفرنسيين بمصير اليهود في إسرائيل، وجعلهم يدفعون ثمن النزاع الدائر في الشرق الأوسط.
· بيد أن هذا لا يعكس الصورة الحقيقية والمعقدة للحادثة. وتدل التصريحات المتسرعة للسياسيين الإسرائيليين، التي دعت يهود فرنسا إلى "العودة إلى الوطن" هرباً من خطر العداء للسامية، على الارتباك والاضطراب في نظرة إسرائيل إلى نفسها بصفتها دولة ذات سيادة، وإلى طبيعة تعاطفها مع الجوالي اليهودية في العالم. قد يكون هذا التعاطف أمراً طبيعياً وهو يشكل جزءاً لا يتجزأ من هوية إسرائيل كدولة يهودية، لكن دعوة يهود فرنسا إلى مغادرة وطنهم هو خطأ كبير. صحيح أنه ما زال هناك عداء للسامية قديم وقبيح وخطر في فرنسا، لكنه مختلف عن العداء الجديد للسامية الذي يعبر عنه الإسلام الأصولي، والذي يتغذى من النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني.
· إزاء هذا الواقع، يتعين على إسرائيل ألا تضم صوتها إلى أصوات اليمين المتطرف في فرنسا. فالجريمة في تولوز وقعت على أراضي الجمهورية الفرنسية واستهدفت مواطنين فرنسيين. وقد صرح القاتل علناً بأنه أراد "تركيع فرنسا" بسبب قانون منع النقاب فيها، وبسبب الوجود الفرنسي في أفغانستان، من هنا فإن كراهيته لليهود ممزوجة بموقفه المعادي للغرب إجمالاً.
إن التعاطف والتضامن مع يهود فرنسا هو أمر مفهوم، ولكن يجب ألاّ يتحول هذا الحادث القاسي والمعقد إلى صرخة يائسة تتهم دولة صديقة بالعداء للسامية، لأن ذلك يشكل استهانة بالسيادة الفرنسية.