من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· إن الصورة التي لدينا عن إيران وعما يحدث فيها، هي صورة غير صحيحة ومغلوطة وتستند إلى جهل مُطبق. هذا ما تبين لنا من خلال الأحاديث التي أجريناها مع علماء إيرانيين في لقاءات جرت في إحدى عواصم الدول الاسكندينافية. وقد اشترط هؤلاء العلماء عدم الكشف عن هوياتهم، إذ هم ليسوا من الشخصيات المنفية التي تعيش في الغرب، أو من الذين يستمدون معلوماتهم من الغير، وإنما هم يعملون في إيران وجاؤوا مباشرة من طهران، كما أنهم منخرطون في التطورات الاجتماعية والسياسية في بلدهم.
· أحدثت تحليلات الإيرانيين مفاجأة لا بأس بها بالنسبة إلى المحاور الإسرائيلي. فبينما توجد قناعة في إسرائيل بأن النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط يتوسع، نجد أن الانطباع في إيران مختلف تماماً، إذ يقول أحد العلماء الإيرانيين: "لم تكن إيران يوماً معزولة كما هي عليه اليوم"، فدول المنطقة تقاطعها، وكذلك الدول الغربية، وعلاقتها مع السعودية متوترة للغاية والدولتان تقفان على حافة الحرب.
· لقد كان ما يهمنا كإسرائيليين هو الموضوع النووي، ويبدو أن حالة من الاضطراب الكبير تسود المؤسسة النووية الإيرانية. فوتيرة تطوير المشروع النووي أقل من التوقعات، وتواجه الإيرانيين معضلة التغلب على الصعوبات التقنية لأن المشروع النووي الإيراني مرتبط كلياً بالمصادر الداخلية. وفي ظل غياب علاقات نووية مع دول أخرى، يضطر العلماء الإيرانيون إلى الاعتماد على معلوماتهم التي لا تكفي للتغلب على جزء من الصعوبات التي يواجهونها، وحتى الصين وروسيا رفضتا تقديم المعلومات والتكنولوجيا والمعدات إلى إيران.
· ازدهرت في إيران نظرية الاعتماد على النفس، التي تهدف إلى إبعاد الشعب عن التأثيرات الخارجية، ولهذا السبب فإن تطبيع العلاقات مع الولايات المتحدة يخيف القيادة الإيرانية، كما أن تسلل الثقافة الغربية إلى إيران يهدد استقرار النظام. لذا يقوم القائد الأعلى علي خامنئي وكبار مسؤولي الحرس الثوري بتعزيز المفهوم الديني، باعتباره الطريقة الوحيدة التي تجعلهم يسيطرون على المجتمع الإيراني. ويوضح محدثونا أن المجتمع الإيراني في الأساس هو مجتمع علماني من الدرجة الأولى، وأن مسار العلمنة يتوسع بسبب فشل الثورة الإيرانية، ويقولون: "لا شك في أن إيران ستتحول في المستقبل إلى دولة علمانية."
· يركز النظام الإيراني، مثل أنظمة المنطقة كلها على موضوع الأمن، والتهديدات الخارجية، والحاجة إلى التصدي لها، حتى لو كان الثمن إلحاق الضرر بحياة المواطنين. ويبدو أن الهدف من وراء ذلك هو تحويل الأنظار عن الوضع الاقتصادي المتدهور في الدولة، والعائد في جزء منه إلى العقوبات التي فرضتها دول العالم على إيران. فقد أدت الجولة الأخيرة من العقوبات إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية بنسبة 20٪، وأصبحت نسبة النمو أقل من واحد في المئة، وبلغ معدل البطالة 15٪. وفي سنة 2015 سيبلغ عدد العاطلين عن العمل من الشباب المتعلم نحو سبعة ملايين شخص.
· ماذا سيكون رد إيران على هجوم إسرائيلي ضد منشآتها النووية؟ وهنا أيضاً فوجئنا، إذ يقول محاورونا إن فور المجتمع الإيراني سيتضامن مع النظام فور وقوع الهجوم، لكن بعد مرور وقت قصير، وعندما تتضح النتائج السلبية [على المجتمع] للهجوم، ستزداد الانتقادات الموجهة ضد إصرار النظام على مواصلة المشروع النووي.
· هل من المتوقع أن يؤدي المسار الذي بدأ في تونس وانتقل إلى مصر إلى إسقاط النظام الإيراني؟ الافتراض المنطقي هو: لا، لأن هدف المتظاهرين في إيران ليس تغيير النظام، وإنما القيام بإصلاحات تحترم حقوق الأفراد، وتحسّن الوضع الاقتصادي. فطهران ليست القاهرة، وخامنئي ليس حسني مبارك.