من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
من المتوقع أن يقدم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في غضون الأسابيع القليلة المقبلة، على طرح خطة سياسية جديدة، وذلك بهدف كسر الجمود المسيطر على عملية السلام، وتخليص إسرائيل من العزلة الدولية الحادّة التي تتعرّض لها في الآونة الأخيرة.
وخلال الأيام القليلة الفائتة بدأ نتنياهو يحذر في أحاديث مغلقة من خطر جديد داهم هو "قيام دولة ثنائية القومية"، مؤكداً أن ذلك في حال حدوثه سيكون بمثابة كارثة بالنسبة لإسرائيل، ولذا لا مفرّ من الإقدام على خطوة سياسية تزيل مثل هذا الخطر.
وقد تعرّض نتنياهو في الأسابيع الأخيرة إلى ضغوط دولية تعتبر الأشد وطأة، وهذا ما دل عليه وقوف الدول الأوروبية ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي، وتأييدها مشروع قرار ينص على إدانة إسرائيل جراء استمرارها في أعمال البناء في المناطق [المحتلة]، واحتياج الولايات المتحدة إلى جهد جهيد للقيام بفرض فيتو ضد مشروع القرار هذا، والمحادثة الصعبة التي جرت بين نتنياهو وبين مستشارة ألمانيا أنجيلا ميركل [والتي أكدت خلالها أنها تشعر بخيبة أمل منه لأنه لم يفعل شيئاً لدفع السلام مع الفلسطينيين قدماً]. ويبدو أن هذه الأمور كلها جعلت نتنياهو يتغير.
فضلاً عن ذلك فإن الاتحاد الأوروبي وروسيا والأمم المتحدة تعمل سوية من أجل اتخاذ قرار غير مسبوق في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية الذي سيعقد في باريس بعد أسبوع. وبالاستناد إلى المسودة التي بدأ العمل عليها، فإنها ستتضمن تأييداً لإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 مع تبادل أراض. كما يرد ذكر القدس الشرقية باعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية في أحد أجزاء مسودة هذا القرار.
ووفقاً لما تؤكده مصادر في ديوان رئيس الحكومة فإن نتنياهو قام في الأسابيع القليلة الفائتة بإجراء سلسلة من الاتصالات مع الإدارة الأميركية من أجل بلورة خطوات يمكن أن تسفر عن استئناف عملية السلام. كما أن مستشاره الخاص رون دريمر قام قبل أسبوع بزيارة سرية لواشنطن التقى خلالها مسؤولين كباراً في البيت الأبيض. في المقابل قام المبعوثان الأميركيان دنيس روس وفريد هوف أمس (الخميس) بزيارة إسرائيل وعقدا لقاء مطولاً مع نتنياهو.
وأكد أحد مستشاري رئيس الحكومة أنه في ضوء الأحداث الأخيرة في العالم العربي [الثورات الشعبية] "تبلور لدى نتنياهو اعتقاد بأن الجمود السياسي لا يعمل لمصلحة إسرائيل. كما أنه يعتقد أن ثمة فرصاً وليس مخاطر فقط، ويجب استغلال الوضع المستجد في إثر هذه الأحداث لتحريك العملية السياسية وكبح المبادرات الفلسطينية الأحادية الجانب".
من ناحية أخرى، فإن نتنياهو بدأ يتحدث خلال اللقاءات المغلقة على خطر داهم يتمثل في احتمال قيام دولة ثنائية القومية، مؤكداً لمستشاريه أن هذا الخطر آخذ في التفاقم، وأنه في حال حدوثه يعتبر بمثابة كارثة بالنسبة لإسرائيل.
وسيطرح نتنياهو خطته السياسية الجديدة في خطاب سيلقيه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة. وهناك فكرة يحاول مستشاروه دفعها قدماً، وهي أن يتم إلقاء هذا الخطاب في الكونغرس الأميركي. ومن أجل ذلك يعمل هؤلاء المستشارون على ترتيب زيارة قريبة لرئيس الحكومة لواشنطن، علماً بأنه من المقرر أن يزورها في أيار/ مايو المقبل للاشتراك في منظمة اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "إيباك". غير أن مصدراً إسرائيلياً رفيع المستوى أكد أن الرئيس الأميركي باراك أوباما ومستشاريه ما زالوا حتى الآن متحفظين من هذه الفكرة.
وقال موظف رفيع المستوى في ديوان رئيس الحكومة إن نتنياهو أجرى مشاورات على نطاق ضيق بشأن دفع عملية المفاوضات مع الفلسطينيين قدماً، وتم جزء منها في منزله الخاص لمنع أي تسريبات بشأنها إلى وسائل الإعلام، واشترك في هذه المشاورات كل من مستشاريه رون دريمر والمحامي يتسحاق مولخو، والوزيران دان مريدور وبيني بيغن، كما أن وزير الدفاع إيهود باراك حضر جزءاً منها.
وأكد مستشارو نتنياهو أن رئيس الحكومة لم يقرّر بعد مضمون خطابه أو عناصر خطته السياسية، مشيرين إلى أنه يتخبط بين اقتراح خطة لتسوية سياسية شاملة، أو خطة لتسوية مرحلية على غرار "خطة موفاز" التي تنص على إقامة دولة فلسطينية ذات حدود موقتة في موازاة تحديد مبادئ حل القضايا الجوهرية للنزاع. وقال أحد هؤلاء المستشارين: "إن نتنياهو يفضل خطة لتسوية شاملة، لكنه يخشى من ألا يكون الفلسطينيون ناضجين لذلك، ولذا يجب دراسة تسويات مرحلية. وإذا لم يكن هناك أي أفق لتسوية دائمة، فلا بُدّ من تجنيد الأسرة الدولية لتأييد حل موقت مع مسار واضح للتقدّم نحو الحل الدائم".
مع ذلك يبقى سؤال مركزي هو: هل نتنياهو جدّي في نواياه، أم إن ذلك كله هو مجرد محاولة للتخلص من العزلة الدولية، ومنع اقتراح فرض حلول دولية في المؤتمر القريب للجنة الرباعية الدولية؟.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد أكد أمس (الخميس)، في سياق مقابلة أدلى بها إلى قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، أنه إذا كانت إسرائيل راغبة في الحفاظ على مكانتها في العالم فإن عليها أن تأخذ زمام المبادرة على المستوى السياسي. لكنه أشار إلى أن "تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية غير ملائمة لدفع العملية السياسية قدماً". وأضاف باراك انه حتى الآن لم ينجح في التأثير على الحكومة، ومع ذلك فإن الاستمرار في محاولة التأثير عليها يشكل السبب الرئيسي لبقائه في صفوفها.