· على الرغم من المصلحة المشتركة لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل في منع إيران من الحصول على السلاح النووي، فإن هناك خلافاً أساسياً بينهما بشأن الفارق بين انعكاسات تحول إيران إلى دولة نووية، وانعكاسات مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
· في نظر الإدارة الأميركية يشبه وضع إسرائيل في المنطقة وضع القوات العسكرية الأميركية الموجودة بالقرب من إيران، وهي تعتبر أن شعب إسرائيل اختار العيش في الشرق الأوسط، وعليه تالياً أن يتحمل مخاطر العيش في هذه المنطقة. ومن المعلوم أن الولايات المتحدة تدعم إسرائيل عسكرياً وسياسياً، وعلى الرغم من كون إسرائيل دولة مستقلة وذات سيادة، إلاّ إنها تدرك بين حين وآخر أن حرية المناورة لديها مقيدة بارتباطاتها الولايات المتحدة.
· في حال هاجمت إسرائيل في وقت قريب إيران، فإن طهران ستتهم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة لإسرائيل والتنسيق المسبق معها، حتى لو لم تشارك هذه الأخيرة مشاركة فعلية في الهجوم الإسرائيلي، وحتى لو كان هذا الأمر غير صحيح، وهي بالتالي سترد عليها.
· قد تكتفي إيران بإطلاق تهديدات ضد الولايات المتحدة، أو قد تلجأ إلى مهاجمة القوات الأميركية في الخليج الفارسي، بالإضافة إلى محاولتها عرقلة حركة الملاحة في مضائق هرمز. وقد تقوم أيضاً بزيادة دعمها لأعداء الولايات المتحدة في أفغانستان، أو تبادر إلى شن هجمات ضد السفارات الأميركية، ولا سيما في العراق وفي مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وربما ستهاجم أهدافاً داخل الولايات المتحدة نفسها.
· على الصعيد الاقتصادي، فإن الولايات المتحدة ستدفع ثمناً غالياً لأي هجوم على إيران نتيجة الارتفاع الكبير الذي سيحدث في أسعار النفط، الأمر الذي سيؤدي إلى القضاء على النمو البطيء للاقتصاد الأميركي، وسيقلص فرص انتخاب أوباما لولاية ثانية. وقد تؤدي هذه التطورات إلى نشوء أزمة حادة بين إسرائيل والإدارة الأميركية، وإلى وقوف الرأي العام الأميركي ضد إسرائيل، ولو موقتاً.
· أمّا فيما يتعلق بالرد الإيراني على إسرائيل، فإن هذا سيشمل هجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية في مختلف أنحاء العالم. كما سيضر ارتفاع أسعار النفط بإسرائيل، وقد تطلق إيران صواريخها عليها. بيد أن السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هو التالي: كيف ستتصرف الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية المدعومة من إيران، ولا سيما حزب الله ؟
· من الممكن أن يكتفي حزب الله برد محدود على إسرائيل وذلك للأسباب التالية: أولاً، رغبته في تجنب مواجهة شاملة مع إسرائيل؛ ثانياً، الغموض الذي يكتنف مستقبل نظام بشار الأسد في سورية، حليفه الأساسي؛ ثالثاً، احتمال أن تضعف إيران نتيجة نزاعها مع الولايات المتحدة بحيث يصبح من الصعب عليها مساعدة حزب الله اللبناني الخاضع لوصايتها. وفي أسوأ الاحتمالات فإن الثمن الذي ستدفعه إسرائيل نتيجة مهاجمتها لإيران سيكون كبيراً لكنه يبقى محتملاً، وخصوصاً في حال نجاح هذا الهجوم.
وبينما تتخوف إسرائيل من حصول إيران على السلاح النووي، فإن الولايات المتحدة تتخوف من انعكاسات الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية عليها. وبينما تعتبر إسرائيل أن حصول إيران على مثل هذا السلاح يشكل خطراً على جوهر وجودها، فإن الولايات المتحدة ترى أن هذا الأمر يمكن أن يلحق ضرراً كبيراً بها لكنه لا يمثل خطراً وجودياً عليها.