المطلوب حماية يهود فرنسا
المصدر
The Jerusalem Post

صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة  من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.

·       حتى قبل أن تتضح الدوافع الفعلية التي قادت الشخص المجهول الهوية إلى إطلاق النار على المدرسة اليهودية في تولوز صباح أمس الاثنين، فإن الأمر الأكيد أنه كان يريد أن يقتل يهوداً. ويبدو أن القاتل لا يكره اليهود فحسب، بل يكره أيضاً كل الإثنيات الأخرى والأقليات الدينية. إذ شهدت تولوز في وقت سابق مقتل ثلاثة جنود فرنسيين من أصل إفريقي ومظلي أسود، وقد ربطت السلطات الفرنسية بين إطلاق النار الأخير على المدرسة اليهودية وبين الحوادث السابقة.

·       منذ نهاية سنة 2000، تتعرض الجالية اليهودية في فرنسا، البالغ عددها 500 ألف يهودي، والتي تُعتبر ثالث أكبر جالية يهودية بعد إسرائيل والولايات المتحدة، لأعنف حملة عداء للسامية منذ المحرقة النازية. وكان الجزء الأكبر من جرائم الكراهية قد ارتُكب على أيدي المهاجرين العرب احتجاجاً على الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين. وارتفع عدد الاعتداءات ضد اليهود في فرنسا أثناء عملية "الرصاص المسبوك" سنة 2008، كما أنه لا يمكننا ألاّ نأخذ في الاعتبار أيضاً مشاعر العداء للأجانب المنتشرة في فرنسا، والحركات اليمينية المتطرفة التي تهدد أمن اليهود هناك.

·       ساهم صعود الإسلاميين والحركات المعادية للسامية في فرنسا في ازدياد مشاعر عدم الارتياح بين اليهود هناك. فقد أظهر استطلاع أُجري سنة 2004، أن نحو 26٪ من يهود فرنسا يفكرون في الهجرة. يومها دعا رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أريئيل شارون يهود فرنسا إلى الهجرة إلى إسرائيل (يقدر عدد اليهود من أصل فرنسي المقيمين بإسرائيل بنحو 100 ألف).

·       لكن الهجرة ليست هي الرد المطلوب، إذ ينبغي التخفيف من اللهجة المعادية للأجانب في الحملة الانتخابية للرئاسة الفرنسية، كما يجب وضع حد لحملة نزع الشرعية عن إسرائيل، والتعهد بضمان أمن اليهود في فرنسا وفي أوروبا كلها.