ما الأفضل لإسرائيل: تشجيع الهجوم على الأسد أم الوقوف على الحياد؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن مَن يتأمل الربيع العربي بإمعان، يدرك أنه يحمل تحت جناحيه عاصفة مرعبة تنتقل من دولة إلى أُخرى، من الجزائر إلى اليمن إلى مصر، والآن وصلت إلى سورية حيث يدور نزاع عنيف يشبه الحرب الأهلية الإسبانية التي استمرت ثلاثة سنوات 1936-1939.

·       ليس واضحاً في المعركة الدموية الدائرة في سورية مَن هو الطرف الأفضل بالنسبة إلينا. ففي الماضي كانت إسرائيل تعرف كيف تتعامل مع الحكام من عائلة الأسد منذ اتفاق فصل القوات في أيار/ مايو 1974. وقد حرص حافظ الأسد وابنه بشار على إرسال رسالة مزدوجة. فمن جهة حافظا على وقف إطلاق النار في هضبة الجولان، ومن جهة أُخرى كانا يحملان فيروس السياسة الإيرانية، وحرصا بصورة خاصة على نقل السلاح والعتاد إلى حزب الله.

·       لقد كانت إسرائيل تعرف منذ أعوام طويلة أن نظام الأسد يطور سلاحاً كيميائياً كان في نظر هذا النظام مثل "قنبلة الفقراء الذرية" التي يمكن أن تشكل رداً على القدرة النووية التي تملكها إسرائيل. وقد تابعت إسرائيل عن كثب إنتاج هذا السلاح وتحركاته، لكن أحداَ لم يخامره الشك في أنه عندما سيتعرض النظام للخطر، فإن المسؤولين السوريين لن يترددوا في استخدامه، مثلما حدث في الحرب الأهلية الحالية.

·       وإلى جانب الضرر اللاإنساني، والذي يتسبب به استخدام هذا السلاح، فإنه كانت له انعكاسات سياسية قاسية. فقد فضح السياسة الأميركية التي تعهدت بالرد عسكرياً على استخدام الجيش السوري للغاز، لكنها عملياً وقفت مكتوفة الأيدي ولم تفعل شيئاً.

·       والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما هو البديل؟ هل معنى ذلك أن ندعم الثوار الذين هم من أشد المتطرفين الإسلاميين؟ وماذا ستكون صورة حكمهم عندما سيصلون إلى القصر الرئاسي؟ وماذا عن الـ 14,000 مقاتل من حزب الله الذين جاؤوا إلى سورية لنجدة الأسد؟ ومن المحتمل أن يستخدم المنتصر في النهاية في سورية السلاح الكيميائي أكثر من بشار الأسد، وأن يقيم صلة مع طهران عبر محطة نقل الأسلحة [إلى حزب الله] الموجودة في دمشق.

·       العقيدة العسكرية الإسرائيلية تقرر أن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بنقل السلاح الكيميائي أو صواريخ أرض - جو الجديدة من سورية إلى حزب الله في لبنان. لكن في حال تغلّب الثوار على الأسد، فإنهم سيحافظون على بقاء هذه الأسلحة داخل أراضي سورية، ولن تكون هناك حاجة لعملية عسكرية لمنع نقلها.

 

·       ما هو الأفضل بالنسبة إلى إسرائيل؟ هل من الأفضل مهاجمة الأسد وتشجيع الأميركيين على فعل ذلك؟ أم الوقوف على جنب على أمل بأن يستمر التعادل في موازين القوى في الحرب الأهلية الدائرة في سورية ؟ وإذا كان هذا هو الخيار المفضل بالنسبة إلينا، فلماذا نتشكى من أن الأميركيين لم ينفذوا تهديداتهم ولم يردّوا عسكرياً على استخدام السلاح الكيميائي؟