من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ثمة تشابه مذهل بين المعضلة التي يواجهها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، في سنة 2013، وبين التحدي الذي واجهه الرئيس المصري أنور السادات في سنة 1973. فما يريده نتنياهو هو منع إيران من الحصول على السلاح النووي، أمّا السادات فكان يتطلع إلى استعادة مصر لسيناء. وفي الحالتين سعى الزعيمان لإنجاز استراتيجي، على الرغم من افتقارهما إلى القوة اللازمة، وعجزهما عن تحقيق الانتصار. والحل الذي توصّل إليه الزعيمان كان متشابهاً أيضاً: خوض حرب ذات أهداف محدودة من أجل تحريك المساعي الدبلوماسية برعاية الدول العظمى.
· ومثلما تعرّض السادات في الماضي للسخرية من خصومه لكثرة تهديده بالحرب، كذلك يتعرض نتنياهو للسخرية بأنه لا يملك الجرأة لتنفيذ تهديداته ضد إيران. فقد قال رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، عاموس يادلين، الأسبوع الماضي، إن إيران اجتازت "الخط الأحمر" في تخصيب اليورانيوم، والذي رسمه نتنياهو في خطابه أمام الأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر الماضي، أو إنها توشك أن تجتازه خلال فصل الصيف. ورأى أن إسرائيل تستطيع بمفردها، مهاجمة إيران وتحمّل العواقب. وهو في كلامه هذا، هو الذي كان عميداً في الاحتياط عندما جرى قصف المفاعل العراقي، إنما يقول لنتنياهو إنه "خرقة بالية".
· ليس نتنياهو مستعجلاً لمهاجمة إيران من أجل دخول التاريخ كبطل، وذلك على عكس ما يقوله منتقدوه. فهو مقتنع بأن القنبلة النووية الإيرانية من شأنها تغيير العالم، وأنها تشكل تهديداً على وجود إسرائيل التي من واجبها منع وقوع "محرقة ثانية" يحضّر لها الإيرانيون ضد الشعب اليهودي. وهو يدرك الاعتبارات المهمة المعارضة لعملية ضد إيران، مثل بُعد المنشآت الإيرانية وتحصينها، ومعارضة الإدارة الأميركية لهجوم إسرائيلي، وتردد رؤساء الأجهزة الأمنية، واحتمال تعرّض الجبهة الداخلية في إسرائيل للصواريخ، لكن هذا كله لا يثبط من عزيمة نتنياهو الذي يواصل تحذيراته العلنية محرقاً الجسور كافة.
· لقد كان انطباع المعلقين الأميركيين الذين زاروا إسرائيل الأسبوع الماضي، هو أن الأوضاع الاستراتيجية ملائمة جداً للهجوم الإسرائيلي وذلك في ظل غرق إيران في الحرب الأهلية في سورية، وصراع حزب الله على مكانته في لبنان.
· إن الوضع الداخلي في إيران يشبه تماماً الوضع الداخلي في إسرائيل في سنة 1973، فيومها كانت إسرائيل تستعد لانتخابات الكنيست، أمّا اليوم، فإن إيران تستعد للانتخابات الرئاسية الإيرانية [المنتظر ان تجري في حزيران / يونيو المقبل].