هل كان هدف الطائرة من دون طيار الهجوم على حقول الغاز؟
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       السؤال الأساسي المطروح بعد نجاح سلاح الجو في اعتراض الطائرة من دون طيار المرسلة من لبنان، في مقابل شواطىء حيفا، هو معرفة نيات مرسلي الطائرة: هل كانت الطائرة مزودة بكاميرات تصوير فقط وبالتالي فإن الهدف من العملية تحقيق مكاسب معنوية، أم كان هناك خطة أكبر مثل القيام بهجوم من خلال طائرة من دون طيار؟

·       إن الإجابة عن هذه الأسئلة مرتبطة بما سيسفر عنه فحص ركام الطائرة التي يجري البحث عنها في البحر الأبيض المتوسط على بعد عشرة كيلومترات غربي الساحل داخل المياه الإقليمية الإسرائيلية. فإذا جرى العثور على مواد ناسفة فإن هذا سيكون دليلاً على الأمر الثاني، وفي حال لم يُعثر على أي حطام للطائرة، فيمكن حينها الاستعانة بالصور التي التقطها سلاح الجو لعملية الاعتراض، وتحليل الانفجار الذي حدث لدى إصابة هذه الطائرة بالصاروخ الإسرائيلي.

·       إن إطلاق الطائرة من دون طيار في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي كان من عمل الحرس الثوري الإيراني في لبنان، بمساعدة حزب الله. وعلى الرغم من تصريحات الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، فإن الهدف كان يومها، إعلامياً، إذ تبيّن أن الكاميرات التي كانت مركّبة على الطائرة لم يكن لديها القدرة الفعلية لإرسال الصور من هذا البعد في وقت التقاطها. وليس صحيحاً الادعاء أن الطائرة نجحت يومها في الاقتراب من مفاعل ديمونا (في الحقيقة جرى إسقاطها بالقرب من غابة تقع إلى الشمال من بئر السبع).

·       لقد فسرت إسرائيل المحاولة الحالية بأنها محاولة من جانب حزب الله لصرف الانتباه عن تزايد الانتقادات الموجهة إليه داخل الحياة السياسية اللبنانية بسبب تورطه في الحرب الأهلية في سورية، إذ أنه منذ بعض الوقت ازداد تورط الحزب الشيعي في المذابح المتبادلة والدائرة بين الرئيس الأسد ومعارضية في سورية. وفي تقدير أجهزة الاستخبارات الغربية، فإن نحو 1000 مقاتل من الحزب يشاركون في القتال إلى جانب الأسد، وأنه أوكل إليهم حماية بعض مواقع النظام الاستراتيجية، مثل مخازن الأسلحة المتطورة. ومن المحتمل أيضاً أن حزب الله أراد هذه المرة، أن يثبت، بمساعدة إيران، أنه قادر على تحدي إسرائيل.

·       تشير المعطيات الأولية عن الحادثة الحالية إلى أن ردّ الجيش الإسرائيلي هذه المرة كان أسرع كثيراً من المرة السابقة، وذلك على الرغم من صعوبة التعرف إلى طائرة من دون طيار، واعتراضها في الوقت الحقيقي نظراً إلى صغر حجم الهدف. ففي المرة السابقة اختار مرسلو الطائرة مساراً ذكياً للتسلل - فابتعدوا في البداية عن الشاطىء جنوباً، ثم توجهوا غرباً من فوق غزة ـ الأمر الذي جعل اعتراض الطائرة صعباً.

·       في هذه المرة جرى تحديد الطائرة في وقت مبكر وجرى إسقاطها بعد أن تبيّن أنها معادية. ومع أن الجيش لم يقدم أي معلومات، إلاّ إن عملية الاعتراض سبقها، على الأرجح، إنذار استخباراتي. ففي المحاضرة التي ألقاها الثلاثاء رئيس شعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية العميد إيتي برون، حذّر من محاولة حزب الله استفزاز إسرائيل من منطقة الحدود، وذلك على خلفية الخلافات الداخلية اللبنانية. وما يمكن قوله هنا هو أن على الجيش الإسرائيلي أن يتوقع تكرار مثل هذه المحاولات، على الرغم من النجاح في عمليات الاعتراض.

 

·       وفي حال تبيّن وجود نيات أُخرى غير تسجيل نقاط على صعيد العلاقات العامة، فإن السؤال هو: ما الهدف المقصود؟ فمن المعلوم أن مدينة حيفا تضم بنية تحتية استراتيجية حساسة، وأن رئيس بلدية المدينة، يونه يهاف، نبّه إلى ضرورة رفع مستوى الدفاع عن المدينة، لكن على الرغم من ذلك، فإن على إسرائيل درس احتمالات مقلقة أكثر، إذ قد تكون هذه هي المحاولة الأولى للهجوم على حقول الغاز في البحر الأبيض المتوسط. وقد سبق أن لمّح نصر الله في الماضي إلى مثل هذا الهجوم، لكن إيران وحزب الله يدركان جيداً أن أي محاولة للهجوم على البنية التحتية للغاز تعتبرها إسرائيل إعلاناً للحرب، وستكون عاقبتها وخيمة عليهما.

 

المزيد ضمن العدد 1646