قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إنه ينظر بخطورة بالغة إلى محاولة اختراق الحدود الإسرائيلية التي قامت بها أمس (الخميس) طائرة من دون طيار في منطقة الحدود مع لبنان.
وجاءت أقوال رئيس الحكومة هذه خلال زيارة قام بها لقرية جولس الدرزية [الجليل] بمناسبة عيد النبي شعيب، وأكد فيها أيضاً أن إسرائيل ستستمر في القيام بكل ما هو ضروري من أجل الحفاظ على أمنها، والدفاع عن حدودها براً وبحراً وجواً.
وكان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قد أعلن بعد ظهر أمس (الخميس) أن طائرات من طراز "إف 16" تابعة لسلاح الجو قامت بإسقاط طائرة صغيرة من دون طيار يبدو أنها تابعة لحزب الله، حاولت اختراق المجال الجوي الإسرائيلي في منطقة الحدود مع لبنان.
وأضاف البيان أن وحدات المراقبة في سلاح الجو رصدت عند الساعة الواحدة والنصف هذه الطائرة لدى تحليقها فوق الأراضي اللبنانية وهي تتجه جنوباً. وعندئذ قامت إحدى طائرات "إف 16" بإطلاق صاروخ جو - جو عليها، الأمر الذي أدى إلى إسقاطها في عرض البحر على بعد نحو 8 - 10 أميال بحرية من سواحل مدينة حيفا.
وأكد البيان أن قائد سلاح الجو اللواء أمير إيشل هو الذي أصدر الأوامر بإسقاط الطائرة بعد التأكد من أنها غير تابعة لسلاح الجو، ولا لأي جهة صديقة.
وكان رئيس الحكومة صرّح قبل إعلان نبأ إسقاط الطائرة أن إسرائيل تتابع بقلق وباهتمام آخر تطورات الأوضاع في كل من سورية ولبنان. وأشار إلى أن سورية تتفكك ولبنان غير مستقر، وأن البلدين يشكلان تهديداً لا يجوز الاستهانة به، مؤكداً أن إسرائيل تستعد للتعامل مع أي تهديد من سورية ولبنان في البحر والبر والجو.
وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى، مساء أمس، إن الطائرة المروحية الخاصة برئيس الحكومة نتنياهو اضطرت إلى الهبوط في أثناء تحليقها في الأجواء الشمالية من إسرائيل، وذلك عقب تلقيها إنذاراً بوجود طائرة أقلعت من الجنوب اللبناني واخترقت الأجواء الإقليمية الإسرائيلية. وأضافت هذه المصادر نفسها أن طائرة نتنياهو كانت تحلق في السماء، وهبطت اضطرارياً لفترة وجيزة بأوامر من الجهات الأمنية المختصة، حتى انتهت عملية إسقاط الطائرة من دون طيار التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية، ثم عادت وحلّقت إلى حيث كانت متجهة.
وتجدر الإشارة إلى أن طائرة أُخرى من دون طيار اخترقت في 6 تشرين الأول / أكتوبر 2012 المجال الجوي الإسرائيلي وحلقت فيه أكثر من 20 دقيقة قبل أن تقوم طائرات سلاح الجو بإسقاطها. وحمّل رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو حزب الله مسؤولية إرسالها.
وأظهرت التحقيقات التي أجراها الجيش الإسرائيلي في حينه أنها طائرة استطلاع من صنع إيراني، ومزودة بتكنولوجيا متطورة، فضلاً عن كونها كبيرة نسبياً. كما أشارت هذه التحقيقات إلى أن الطائرة أُطلقت من الأراضي اللبنانية، وحلقت بداية فوق البحر الأبيض المتوسط، ولدى وصولها قبالة شواطئ قطاع غزة اتجهت شرقاً نحو اليابسة. وفي تلك اللحظة تمكنت أجهزة الرادار الإسرائيلية من تحديد هويتها، وقامت عدة طائرات من طراز "إف 16" تابعة لسلاح الجو بإسقاطها في منطقة مفتوحة.
وبعد عدة أيام من تلك الحادثة أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الحزب هو المسؤول عن إرسال طائرة من دون طيار إلى إسرائيل في مهمة وُصفت بأنها استطلاعية.
هذا، وذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" (26/4/2013) أنه لم يتضح بعد ما هو الهدف من إرسال الطائرة أمس، وما إذا كانت محملة بأسلحة. وأشارت إلى وجود تقديرات لدى قيادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن الهدف من إرسالها هو جمع معلومات تتعلق بمنشآت الغاز الإسرائيلية في عرض البحر الأبيض المتوسط، إلى جانب تقديرات أُخرى بأن حزب الله أرسل الطائرة كي يصرف الاهتمام عن ضلوعه في الحرب الأهلية الدائرة في سورية.
وأضافت الصحيفة أن قيادة الجيش اعتبرت أن إسقاط الطائرة فور محاولتها اختراق المجال الجوي الإسرائيلي يشكل نجاحاً، لكنها في الوقت نفسه نقلت عن مصادر مسؤولة في هذه القيادة تأكيدها أن حزب الله يمتلك طائرات من دون طيار ذات حجم أصغر من الطائرة التي تم إرسالها أمس، ومن الصعب رصدها على وجه السرعة.
كما أشارت الصحيفة إلى أن الناطق الرسمي باسم حزب الله نفى أن يكون الحزب هو الذي أرسل الطائرة.