يجب زيادة الميزانية الأمنية في ضوء المخاطر الكبيرة المتربصة بإسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       تُسمع في الآونة الأخيرة أصوات تطالب بتقليص الميزانية الأمنية الإسرائيلية. ونظراً إلى أنه يتعين على الجيش الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية أن يستعدا في الوقت الحالي لمواجهة جبهات قتال أكثر من الجبهات التي واجهتها إسرائيل في الماضي، كما أن عليهما مواجهة أساليب قتال جديدة، وذلك في ضوء التغيرات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ويشهدها العالم، فإنه لا بد من القول إن الجيش هو العنصر المهني الوحيد المؤهل لإعداد الميزانية الأمنية المطلوبة من أجل إنجاز هذا الاستعداد، ولا يجوز لوزارة المال أن تتحمل المسؤولية عن قرارات تكون بخلاف موقف المؤسسة الأمنية.

·       ومعروف أن أخطاء كثيرة ارتُكبت في السابق في كل ما يتعلق بموضوع بناء قوة الجيش الإسرائيلي، وتسببت بإلحاق أضرار كبيرة به، مثل عدم الانتباه عشية حرب يوم الغفران [حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973] إلى قيام الجيش المصري بدمج سلاحَي البر والمدرعات لمجابهة تفوق الجيش الإسرائيلي في مجال حرب المدرعات الذي شكل أحد أسباب انتصاره في حرب الأيام الستة [حرب حزيران / يونيو 1967]. كما أننا لم نستوعب حقيقة تعاظم قوة الجيش المصري فيما يتعلق بالسلاح المضاد للطائرات.

·       وعشية حرب لبنان الثانية [تموز / يوليو 2006] سادت آراء فحواها أن الأفضلية هي لسلاح الجو. وقد تسببت هذه الآراء بالفشل في تلك الحرب.

·       لا يجوز الآن أن نكرر تلك الأخطاء. ويجب أن نأخذ في الاعتبار أن الجبهة الإيرانية أضيفت إلى جبهات القتال التقليدية، وهي تستلزم جهوزية لفترتين: الأولى، فترة ما قبل تزوّد الجيش الإيراني بالسلاح النووي؛ الثانية، فترة ما بعد تزوّده بالسلاح النووي. ولا شك في أن مثل هذه الجهوزية يجب أن تشمل الدفاع عن الجبهة الداخلية، والردع النووي، والهجوم المضاد. كما أنها تستلزم التزود بأجهزة قتالية جديدة مثل الصواريخ الهجومية، والصواريخ المضادة للصواريخ، والتدرب عليها، وكذلك اعتماد استراتيجيا جديدة.

·       بموازاة ذلك، فإن ساحة مواجهة "الإرهاب" في مقابل حزب الله و"حماس" تستلزم التصدي للصواريخ التي ستطلق على العمق الإسرائيلي، وشنّ هجمات برية. ويمكن القول إن هذا الشكل من المواجهة ينطبق أيضاً على القتال ضد الجيش السوري، أو مَن سيسيطر على سورية في حال سقوط النظام الحالي.

·       على صعيد آخر، فإن الجيش المصري بات يشكل عدواً محتملاً، فهو جيش مزوّد بسلاح أميركي كلاسيكي ونوعي. وتتطلب الجبهة المصرية من الجيش الإسرائيلي قدرة سريعة ومكثفة على المناورة، وخصوصاً داخل شبه جزيرة سيناء. بناء على ذلك، فإنه في حال انضمام الجبهة المصرية إلى جبهات القتال ضد إسرائيل، يتعين على الجيش الإسرائيلي أن يزيد عدد فرقه.

·       فضلاً عن كل ما تقدم، يجب أن نولي الجبهة البحرية أهمية كبيرة، نظراً إلى الحاجة إلى الدفاع عن مخزون الغاز الإسرائيلي في عرض البحر الأبيض المتوسط، وضرورة محاربة ذراع إيران الطويلة، علاوة على وجود مهمات أُخرى.

 

·       في ضوء ذلك كله، وفي ظل التغيرات التي تحدث في منطقتنا، والتي تنبئ باحتمال انضمام دول أُخرى إلى دائرة أعدائنا، فإن علينا زيادة الميزانية الأمنية الإسرائيلية من أجل إتاحة المجال أمام القيام بالتغييرات المطلوبة في مجال بناء القوة. ولا يجوز أن نقامر بوجودنا.

 

المزيد ضمن العدد 1646