المدعي العام الإسرائيلي يقرر إغلاق ملف التحقيق بشأن موت عميل الموساد بن زيغير في أحد السجون الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أعلن المدعي العام الإسرائيلي موشيه لادور أمس (الخميس) أنه لن يتم تقديم لوائح اتهام ضد أي جهة في مصلحة السجون الإسرائيلية بشبهة التسبب بموت بن زيغير في سجن أيالون [في وسط إسرائيل] قبل أكثر من عامين، نظراً إلى عدم وجود أدلة كافية تثبت حدوث تقصيرات في مجالَي الحراسة والإشراف عليه طوال فترة مكوثه في السجن. وأضاف لادور أنه بناء على ذلك تقرر إغلاق الملف المتعلق به.

وقد عُرف بن زيغير باسم "السجين إكس"، وهو مواطن يهودي أسترالي كان يحمل الجنسية الإسرائيلية أيضاً، وقد اعترفت إسرائيل في أواسط شباط/ فبراير الفائت بأنه كان عميلاً لجهاز الموساد، وأنه جرى احتجازه في إحدى الزنزانات في سجن أيالون، ومات منتحراً [في 15 كانون الأول/ ديسمبر 2010]، وكان يحمل هوية مزورة، لكنها رفضت الكشف عن الأسباب التي أدت إلى اعتقاله، وعن ظروف انتحاره.

وجاء إعلان المدّعي العام الإسرائيلي على الرغم من أن تقرير لجنة التحقيق الخاصة التي تقصت وقائع موت زيغير في السجن، والذي أعدّته القاضية دافنا بلتمان - كدراي، أشار إلى وجود مثل هذه التقصيرات.

وسمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية أمس بنشر النص الكامل لتقرير لجنة التحقيق، بعد أن سمحت قبل نحو شهرين بنشر أجزاء منه، وخصوصاً الجزء الذي يؤكد أن زيغير مات منتحراً، والجزء الذي وجهت فيه اللجنة نقداً حاداً إلى مصلحة السجون بسبب عدم تشديدها الحراسة المفروضة على هذا السجين.

وأشار التقرير إلى أن زيغير التقى عدة مرات خلال فترة سجنه طبيباً نفسانياً، وبلّغه أنه حاول الانتحار مرتين في الماضي، ولذا تم تشخيصه على أنه شخص يميل إلى الانتحار. وأقرّت الأخصائية الاجتماعية التي كانت تلتقي به بأنه يعاني من ضائقة نفسانية، وطلبت من مصلحة السجون أن تراقب تحركاته كل نصف ساعة.

وكانت وكالة الأنباء الأسترالية "فيرفاكس" قد ذكرت في 14 شباط / فبراير الفائت، نقلاً عن مصادر استخباراتية أسترالية رفيعة المستوى، أن زيغير اعتُقل لأنه كان على وشك أن يكشف، إمّا للحكومة الأسترالية، وإمّا لوسائل الإعلام، أسرار عمليات قام بها جهاز الموساد، بما في ذلك استخدام جوازات سفر أسترالية مزورة. كما أشارت الوكالة إلى أن زيغير كان على اتصال بالاستخبارات الأسترالية.

وفي اليوم نفسه انفردت صحيفة "الجريدة" الكويتية بنشر نبأ فحواه أن عميل الموساد زيغير كان أحد أفراد الخلية التي قامت في كانون الثاني / يناير 2010 باغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في دبي. ونقلت الصحيفة عن مصادر غربية مطّلعة قولها إن زيغير اتصل بسلطات دبي وبلّغها ما حدث في عملية الاغتيال، وسلّمها الأسماء والصور والتفصيلات الدقيقة، وإنه في المقابل حصل على الحماية. وأضافت هذه المصادر نفسها أن إسرائيل استطاعت الوصول إلى مكان اختبائه وقامت باختطافه. غير أن قائد شرطة دبي ضاحي خلفان نفى، في تصريحات أدلى بها إلى موقع "أرابيان نيوز" الإلكتروني، هذا النبأ جملة وتفصيلاً.

وقبل ذلك كشف وزير الخارجية الأسترالية بوب كار أن إسرائيل أحاطت حكومة بلده علماً باعتقال زيغير عبر القنوات الاستخباراتية، وذلك في 24 شباط / فبراير 2010، أي بعد 8 أيام من إعلان شرطة دبي نتائج تقصّي وقائع عملية اغتيال المبحوح، والتي أظهرت أن إسرائيل هي التي تقف وراءها.

 

وفي 24 آذار/ مارس الفائت أفاد تحقيق صحافي نشرته مجلة "دير شبيغل" الأسبوعية الألمانية، واشترك في إعداده محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "يديعوت أحرونوت" رونين برغمان، بأن زيغير كان ضالعاً في انهيار شبكات التجسس الإسرائيلية في لبنان خلال سنتَي 2008 و2009 . ووفقاً لهذا التحقيق، فإن زيغير، ومن دون معرفة المسؤولين عنه في جهاز الموساد، حاول تجنيد شخص من منطقة البلقان له علاقة بحزب الله، في صفوف هذا الجهاز، غير أن هذا الشخص تمكّن من الإيقاع بزيغير، وحصل منه على معلومات بشأن شبكات التجسس المذكورة، وفي إثر ذلك اعتُقل في لبنان عميلان بارزان للموساد هما زياد الحمصي، ومصطفى علي عواضة.

 

المزيد ضمن العدد 1646