على إسرائيل أن تدرس على المدى الطويل التفاوض مع حركة "حماس"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·       في المواجهة الأخيرة التي دارت بين إسرائيل ولجان المقاومة الشعبية، سارت إسرائيل إلى حافة الهاوية. فعلى الرغم من الإنجازات التكنولوجية التي حققتها القبة الحديدية والطائرات من دون طيار والهجمات الدقيقة على الأهداف الأرضية التي تشبه العمليات الجراحية والتي لم تؤد إلى سقوط ضحايا من المدنيين، إلاّ إنه كلما طال وقت المواجهة كلما ازداد احتمال وقوع ضحايا مدنيين من الطرفين.

·       يرى كارل كلاوزفيتس، أحد كبار المفكرين العسكريين، أن "الحرب هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى". أمّا في إسرائيل فنحن نفعل عكس ذلك، فالدبلوماسية هي استمرار للحرب والصراع المسلح، وعندما يتوقف إطلاق النار يحين وقت التحاور، ويتعين علينا أن نبدأ بالتفاوض.

·       أعلم أنه لا يمكن أن تتفاوض إسرائيل مع "حماس" ما دامت الحركة لم تقبل بشروط الرباعية الدولية [ومن بينها نبذ العنف والاعتراف بالاتفاقات السابقة المعقودة مع إسرائيل]، ولم تتخل عن سياستها الداعية إلى القضاء على إسرائيل. لذا، نحن لا نتفاوض مع "حماس"، لكن هذا لا يمنعنا من تبادل الرسائل معها، إذ نكون بهذه الطريقة قد اعترفنا بأنها هي صاحبة الأمر في غزة، وأنها الطرف الناضج والمسؤول الذي حاول مؤخراً لجم التدهور.

·       إن حركة "حماس"، مثلها مثل حزب الله في الشمال، بدأت تتروض بالتدريج، وبالتصرف كسلطة تدرك حدود قوتها، وترغب في الحصول على الاعتراف الدولي. وفي إمكان إسرائيل والمجتمع الدولي أن يستخدما حوافز جديدة تجاه "حماس" لا تعتمد على القوة العسكرية أو العقوبات، وإنما حوافز أكثر ليونة من شأنها أن تشجعها على تبني أساليب العمل الطبيعية للكيانات السياسية. 

لقد تصالحت "حماس" مع السلطة الفلسطينية، وتجري الآن محاولة تشكيل حكومة وحدة وطنية. ولهذا لا تستطيع إسرائيل البقاء في موقع اللامبالي إزاء المسار الناضج الذي تقطعه "حماس". من المحتمل، على المدى القصير، أن نكون مضطرين على مواصلة استخدام القوة العسكرية من أجل تحقيق التهدئة التي تخدم الطرفين. لكن، على المدى البعيد، يتعين على إسرائيل أن تدرس بجدية احتمال تحول "حماس" إلى شريك في المفاوضات.