· ليس من المبالغة القول إن حركة الجهاد الإسلامي هي التي خرجت منتصرة من جولة المواجهة العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وقطاع غزة، ذلك بأنها نجحت في أن تحشر حركة "حماس" في الزاوية، وفي أن تحظى بمزيد من التأييد في أوساط الشارع الفلسطيني في القطاع.
· ومعروف أن حركة الجهاد الإسلامي ما زالت تتلقى الدعم المالي والأسلحة والوسائل القتالية من إيران. في المقابل فإن الأوضاع الاقتصادية الصعبة السائدة في القطاع زادت حدة الانتقادات الموجهة إلى سلطة "حماس". وفي ضوء ذلك تحولت حركة الجهاد إلى القوة الرئيسية التي تهدد هيمنة "حماس"، وخصوصاً في كل ما يتعلق بمقاومة إسرائيل.
· ولا شك في أن هذا الوضع يتسبب بإحراج "حماس"، وقد حاول عدد من قادة هذه الحركة أن يعربوا ظاهرياً عن تأييدهم المواجهة العسكرية مع إسرائيل، لكنهم في الواقع عملوا من خلال مصر على التوصل سريعاً إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار.
· إن سبب هذا الفارق بين حركة الجهاد وحركة "حماس" يعود إلى أن الأولى شأنها شأن لجان المقاومة الشعبية تتبنى أيديولوجيا المقاومة فقط، بينما تتطلع الثانية إلى تسلم زمام السلطة في جميع المناطق [المحتلة] ولذا فإنها تتصرف بمسؤولية، وتسعى للحصول على شرعية عربية ودولية.
وبالنسبة إلى التهدئة التي تم التوصل إليها أمس (الثلاثاء) بوساطة مصر، لا بد من القول إنها موقتة، ذلك بأن إسرائيل لا يمكنها أن تبقى مكتوفة اليدين إزاء تعاظم قوة الفصائل الفلسطينية في القطاع، ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية، من الناحية العسكرية.