من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
بعد أربعة أيام من المواجهة العسكرية العنيفة بين إسرائيل وبين عدة فصائل فلسطينية في قطاع غزة، في مقدمها حركة الجهاد الإسلامي، نجح الوسطاء المصريون في التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار بين الجانبين.
وقد دخل هذا الاتفاق حيّز التنفيذ في الساعة الواحدة من فجر أمس (الثلاثاء)، ومع ذلك أطلقت حتى ساعات مساء أمس 5 صواريخ و8 قذائف هاون من قطاع غزة على المستوطنات والمدن الجنوبية، غير أن الجيش الإسرائيلي امتنع من شن أي هجمات جوية رداً على ذلك.
وأشارت التقارير الواردة من القطاع إلى أن ثلاثة شبان فلسطينيين أصيبوا بجروح برصاص الجيش الإسرائيلي في إثر قيامهم برمي حجارة على أبراج مراقبة تابعة لهذا الجيش في منطقة الحدود مع غزة، بعد أن اشتركوا في جنازات نشيطين من حركة الجهاد الإسلامي قتلوا جراء الغارات الإسرائيلية.
وبلغ عدد الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل منذ يوم الجمعة الفائت [الذي جرى فيه اغتيال قائد لجان المقاومة الشعبية في القطاع زهير القيسي بواسطة قصف السيارة التي كان يستقلها بصاروخ إسرائيلي من الجو] نحو 300 صاروخ، ونجحت منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ قصيرة المدى] في إسقاط 56 صاروخاً منها.
وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أمس (الثلاثاء) إن إسرائيل سترد بقوة أشد في حال خرق الفصائل الفلسطينية في القطاع اتفاق التهدئة مرة أخرى. وأضاف: "إن رسالتنا إلى هذه الفصائل هي الهدوء في مقابل الهدوء، وكل من يخرق هذا الهدوء أو يحاول اختراقه سيكون عرضة لنيراننا."
وأشار وزير الدفاع إيهود باراك إلى أن جولة المواجهة العسكرية الحالية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع أصبحت في حكم المنتهية، لكن إسرائيل لا تعرف متى يمكن أن تخوض جولة مواجهة أخرى، وسيستمر الجيش في استهداف نشيطين فلسطينيين يخططون لارتكاب عمليات مسلحة ضد إسرائيل. وأضاف: "إن الجانب الفلسطيني في القطاع أصبح يدرك الآن ما هي الخطوط الحمر بالنسبة إلى إسرائيل."
وأكد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء بني غانتس أنه سيمر وقت طويل حتى يتم وقف إطلاق الصواريخ من القطاع على إسرائيل، لكنه في الوقت نفسه شدد على أن الجيش الإسرائيلي سيبقى في حالة تأهب قصوى، وسيراقب تطورات الأوضاع عن كثب.
وعلمت صحيفة "هآرتس" أن التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار تم بوساطة جهاز الاستخبارات المصرية، الذي تولى الإشراف على اتصالات غير مباشرة جرت بين إسرائيل وبين قادة كل من حركتي "حماس" والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية. واشترك في هذه الاتصالات من الجانب الإسرائيلي كل من الجنرال احتياط عاموس جلعاد، رئيس القسم السياسي- الأمني في وزارة الدفاع، وقائد شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة.
وقال جلعاد لصحيفة "هآرتس" إن التفاهمات التي تضمنها اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين كانت بسيطة للغاية وفحواها الهدوء في مقابل الهدوء.