على إسرائيل شن عملية عسكرية برية ضد قطاع غزة وعدم الاعتماد على "القبة الحديدية" فقط
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       إن النجاح الكبير الذي أحرزته منظومة "القبة الحديدية" [المضادة للصواريخ قصيرة المدى] خلال جولة المواجهة العسكرية الحالية مع قطاع غزة من شأنه أن يخلق وهماً قاتلاً فحواه أنه يمكن الاعتماد على هذه المنظومة فقط لحل المشكلات المعقدة التي ستواجهها إسرائيل في القطاع في المستقبل. وبرأيي فإن التصريحات التي صدرت عن بعض القادة العسكريين والمسؤولين السياسيين الإسرائيليين في إثر ذلك والتي تضمنت التباهي بنجاح هذه المنظومة، والاستخفاف بقوة المنظمات "الإرهابية" في القطاع، تثير القلق الشديد إزاء ما سيحدث في المستقبل.

·       إزاء هذا لا بد من القول إن منظومة "القبة الحديدية" لن تحل المشكلات التي نواجهها في المنطقة الجنوبية، وإقدام إسرائيل يوم الجمعة الفائت على اغتيال زهير القيسي، قائد لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة، يشكل تعبيراً عن تصاعد قوة هذه المنظمات. في الوقت نفسه فإن سقوط النظام السابق في مصر، وتحوّل شبه جزيرة سيناء إلى قاعدة "إرهابية"، لا يبقيان خياراً أمام إسرائيل لكبح "الإرهاب" الذي يتم تصديره إلى مصر إلا من خلال القطاع فقط.

·       ولا شك في أن المعادلة التي أوجدتها المنظمات الفلسطينية وفحواها أن أي عملية اغتيال بحق نشيطين فلسطينيين تجرّ وراءها عمليات إطلاق صواريخ مكثفة على إسرائيل، هي معادلة خطرة للغاية بالنسبة إلينا، وتقويضها يحتاج إلى ما هو أكثر من "القبة الحديدية" وسائر الوسائل الدفاعية. 

·       على الحكومة الإسرائيلية أن تستوعب جيداً أن هناك واقعاً جديداً في المنطقة الجنوبية، وأن هذا الواقع يستلزم وسائل دفاعية فعالة أكثر تشمل وسائل هجومية، وذلك كي يكون في إمكانها أن تتجاوز التآكل الذي طرأ على قوة الردع الإسرائيلية منذ شن عملية "الرصاص المسبوك" العسكرية قبل أكثر من ثلاثة أعوام.

·       كما يتعين على الحكومة أن تستوعب أن تعاظم قوة الفصائل الفلسطينية في القطاع، ولا سيما حركة الجهاد الإسلامي، من الناحية العسكرية، تقرّب اللحظة التي لا بد فيها من شن عملية عسكرية واسعة النطاق على القطاع. وبناء على ذلك يجب منذ الآن أن نحدد الأهداف القصوى لهذه العملية، وأن نهتم بالحصول على تأييد دولي واسع لها. ولدى شنّ هذه العملية على الحكومة أن تأخذ في الاعتبار أيضاً عدة عوامل أخرى، منها: انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة؛ الأوضاع الحساسة في مصر؛ إمكان صرف أنظار الرأي العام في العالم عن أعمال القتل التي يرتكبها نظام بشار الأسد في سورية ضد أبناء شعبه؛ تداعيات عملية كهذه على علاقات إسرائيل مع كل من الأردن وتركيـا.