على وزير المال التوحيد بين الحريديم والعلمانيين لا التفريق بينهما
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       إن الكلام الذي قاله وزير المال يائير لبيد في الكنيست أمس الأول ضد الحريديم وأولادهم مثير للغضب واستفزازي. ففي هذه الأيام التي من المنتظر صدور تقليصات اقتصادية قاسية، تصبح الوحدة بين أبناء المجتمع مهمة جداً، وكنا نتوقع من وزير المال في مثل هذه الأوضاع أن يستخدم لهجة رسمية جامعة، لا لهجة تقسيمية، وأن يثبت أنه وزير مال الجميع، وليس وزير فئة معينة.

·       في تقديري أن كثيرين من الذين اقترعوا لحزب "يش عتيد" تحمّسوا وأحبوا الظهور المسرحي للبيد على منصة الكنيست. وتجدر الإشارة إلى أن مَن سبق في استخدام هذا الأسلوب التحريضي كان والده [طومي لبيد (1931 - 2008) الذي كان زعيماً لحزب شينوي ومن كبار المعارضين للأحزاب الحريدية]، والجميع يعرف اليوم ما هو عمر الأحزاب السياسية التي رفعت شعار كراهية الحريديم.

·       يمكننا انتقاد طريقة تصرّف زعامة الجمهور الحريدي طوال أعوام قيام الدولة، وحتى منذ قيام الحركة الصهيونية التي طالبت بوطن لليهود، لكن لا نستطيع تجاهل حقيقة أساسية كون الجمهور الحريدي ضمانة لاستمرار وجود الشعب اليهودي.

·       عندما يتحدث السياسيون عن الجمهور الحرديدي أتمنى عليهم أن يكونوا أكثر تواضعاً، وأن يعترفوا بفضل هذا الجمهور. وعندما يطلق السياسيون والحاخامون الحريديم صرخات يائسة ويتحدثون عن "الصهيونيين"، فإن عليهم أن يعترفوا بفضل جنود الجيش الإسرائيلي الذين يضحّون بأنفسهم كي يتعلم الحريديم التوراة.

·       إن صراخ الزعامة السياسية للجمهور الحريدي يعكس موقفاً هستيرياً. فهم يعلمون أن قطار مشاركة الحريديم في حياة المجتمع الإسرائيلي بدأ يشق طريقه. وقد أدرك الجمهور الحريدي أنه مضطر إلى المشاركة في الأطر الوطنية للمجتمع الإسرائيلي، وفي سوق العمل، وأن ذلك سيشكل مساهمة كبيرة لمجتمعهم.

 

·       إن التخوف الأكبر للزعامة الدينية - وهو خوف محق ـ يكمن في اللقاء بين الجمهور الحريدي وبين العلمانية الإسرائيلية. لكن على الرغم من ذلك، فإنه يجب بذل الجهود كلها من أجل ملاءمة الدخول إلى الجيش وإلى الخدمة الوطنية، مع المحافظة على القيم الأساسية وعلى نمط حياة الحريديم.