من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· مر شهر على محاولة الرئيس باراك أوباما تحريك المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وقد نجح وزير خارجيته، جون كيري، في جمع النقاط الكافية لرحلة طيران مجانية بعد العديد من السفرات التي قام بها للمنطقة. وفي هذه الأثناء غطت صفقة السلاح الضخمة على الحديث عن مبادرة السلام، وعادت إسرائيل تشعر من جديد بالأمان، وصار في إمكانها العودة إلى الاهتمام بموضوع إيران.
· إن الأنظار كلها اليوم مشدودة إلى الانتخابات الرئاسية في إيران التي من المنتظر أن تجري في حزيرن/ يونيو المقبل، حين من المفترض أن تنتهي المهلة التي أعطاها أوباما وبنيامين نتنياهو لإيران لوقف مشروعها النووي. لقد حصلت إسرائيل على هدية قيّمة من لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وذلك عبر القرار رقم 65 الذي اتخذته اللجنة، وجاء فيه: "إذا اضطرت إسرائيل إلى القيام بعملية عسكرية للدفاع الشرعي عن نفسها ضد البرنامج النووي الإيراني، فإن على الولايات المتحدة الوقوف إلى جانبها، ومنحها... الدعم الدبلوماسي والعسكري والاقتصادي، في أثناء دفاعها عن أراضيها ومواطنيها ووجودها."
· حتى الآن لم يقرّ مجلس الشيوخ هذا القرار الذي يحتاج إلى موافقة مجلس النواب الأميركي أيضاً كي يصبح قانوناً، لكن على الرغم من ذلك، فإن مغزاه واضح، وهو أن هجوماً إسرائيلياً على إيران كأنه هجوم أميركي، وسيوضع جيش الولايات المتحدة وخزينتها في خدمة القرار الإسرائيلي. وبحسب القرار المذكور أعلاه فإن إسرائيل غير ملزمة تنسيق هجومها مع الولايات المتحدة، ولا الحصول منها على ضوء أخضر. وفي حال وافق الكونغرس على هذا القرار، فمعنى ذلك أنه لا يحقّ للرئيس الأميركي منع الهجوم الإسرائيلي، أو الامتناع من التدخل في هذه الحرب.
· لكن قرار لجنة الخارجية يطرح تصوراً خطراً، لأنه يؤكد الانطباع الذي حاولت إسرائيل التنصل منه، وهو أن إيران تشكل تهديداً لإسرائيل بصورة خاصة، وليس تهديداً عالمياً. ومن المعروف أن ما تسعى له إسرائيل هو أن تتخذ الولايات المتحدة ودول غربية أُخرى قرار الحرب ضد إيران، وأن تبقى هي في موقع المشجّع الذي يدفع الدول العظمى إلى محاربة إيران، بينما هي فقط تهدد بالتحرك بمفردها.
· وإذا ما وافق الكونغرس على القرار فإن إسرائيل لا تعود بحاجة إلى التخوف ممّا تقوله الولايات المتحدة، وستصبح حرة في تقرير الزمان والمكان. بيد أن الحرية في اتخاذ القرار هي سلاح ذو حدين لأنه يفرض على إسرائيل مسؤولية مزدوجة - الأولى حيال أمنها، والثانية حيال الولايات المتحدة وعدم توريطها في حرب لم تبادر إليها. ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الهجوم على إيران ليس مثل عملية "الرصاص المسبوك"، أو "عمود سحاب"، ولا حتى مثل حرب لبنان التي قامت الولايات المتحدة فيها بتقديم دعمها الدبلوماسي لإسرائيل من دون التدخل عسكرياً. فالهجوم الإسرائيلي على إيران من المحتمل أن يتطور إلى حرب إقليمية، أو إلى حرب بين الدول العظمى. صحيح أن الولايات المتحدة تشدد على أن الاحتمالات جميعاً مطروحة على الطاولة، لكنها لا تعني بذلك أن تقرر إسرائيل بدلاً منها متى يجري استخدام الخيار العسكري.
· قد يكون مدعاة سرور إسرائيل كونها قادرة على فرض الحرب على الولايات المتحدة، لكنها في اليوم التالي لهذه الحرب ستجد نفسها في مواجهة الجمهور الأميركي الذي، قبل عامين فقط، تخلّص من العراق، وسيتخلص في السنة المقبلة من أفغانستان، فإذا به فجأة أمام حرب ورّطته فيها إسرائيل.