· لم يعد سراً أنه في أثناء الزيارة التي قام بها رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما لإسرائيل قبل أكثر من شهر، عرض الجانب الإسرائيلي عليه قرائن تثبت أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم سلاحاً كيميائياً. كما عُرضت قرائن شبيهة على وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الذي أنهى أمس (الثلاثاء) زيارة رسمية لإسرائيل.
· ومع ذلك، فإن إدارة أوباما، التي سبق أن أكدت أن استخدام نظام الأسد سلاحاً كيميائياً سيشكل تجاوزاً للخطوط الحمر، ما زالت مصرة على عدم الاقتناع. وعلى ما يبدو فإن سبب هذا الإصرار الأميركي يعود إلى عدم استعداد الإدارة الأميركية لأن تقرّر إسرائيل لها متى يتعين عليها أن ترسل جنودها إلى سورية. ويمكن القول إن واشنطن تفضّل أن تقرّر بنفسها متى تنضج الأوضاع التي تستلزم تدخلها.
· إن الدرس الأهم الذي يجب أن نستخلصه من هذا هو أن الولايات المتحدة لن تسمح لأحد بأن يدفعها إلى التدخل في إيران لكبح برنامجها النووي، وهي التي ستقرر متى ستكون إيران قد تجاوزت الخطوط الحمر، ومتى يحين الوقت للتدخل فيها. بناء على ذلك، فإن هناك أسباباً وجيهة لأن يثير هذا الموقف الأميركي قلقاً شديداً في إسرائيل.