تصريحات مسؤول عسكري إسرائيلي كبير بأن نظام الأسد استخدم سلاحاً كيميائياً تثير حرجاً كبيراً في واشنطن
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

أثارت الأقوال التي أدلى بها رئيس قسم الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] العميد إيتاي برون أمس (الثلاثاء)، والتي أكد فيها أن نظام الرئيس بشار الأسد استخدم سلاحاً كيميائياً في سياق الحرب الأهلية الدائرة في سورية، حرجاً دبلوماسياً كبيراً في واشنطن، نظراً إلى أن رئيس الولايات المتحدة باراك أوباما سبق أن شدّد قبل فترة وجيزة على أنه في حال لجوء هذا النظام إلى استخدام سلاح كيميائي فإن واشنطن ستسارع إلى التدخل في هذا البلد.

وسارع الناطق بلسان البيت الأبيض جي كارني أمس (الثلاثاء) إلى إعلان أنه لا يوجد لدى الإدارة الأميركية أي إثباتات على أن النظام السوري استخدم سلاحاً كيميائياً.

كما أجرى وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي يقوم بزيارة رسمية للعاصمة البلجيكية بروكسل، أمس اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وتحادث معه بشأن موضوع السلاح الكيميائي في سورية. وقال كيري في مؤتمر صحافي خاص عقده في مقر حلف شمال الأطلسي [الناتو] إن نتنياهو لم يؤكد له خلال هذه المحادثة أن نظام الأسد استخدم سلاحاً كيميائياً.

وقال مسؤولون سياسيون رفيعو المستوى في القدس إنه لم يكن لدى إسرائيل أي نية لإحراج الإدارة الأميركية، وخصوصاً وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل الذي أنهى أمس (الثلاثاء) زيارة رسمية لإسرائيل.

وكان هيغل صرّح في سياق مؤتمر صحافي مشترك عقده أمس الأول (الاثنين) في ختام اجتماعه بوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون في مقر وزارة الدفاع في تل أبيب، أن لجوء نظام الرئيس الأسد إلى استخدام السلاح الكيميائي من شأنه أن يغيّر قواعد اللعبة كلها.

هذا، وكان رئيس قسم الأبحاث في شعبة "أمان" العميد إيتاي برون قد أكد، في سياق الكلمة التي ألقاها أمس (الثلاثاء) أمام المؤتمر السنوي لـ "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، والذي بدأ أعماله أمس الأول (الاثنين)، أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم ضد المتمردين سلاحاً كيميائياً يرجّح أن يكون غاز السارين.

وأشار إلى أنه وفقاً للمعلومات التي في حيازة شعبة "أمان" فإن هذا النظام استخدم مواد كيميائية فتاكة ضد المتمردين في عدة حالات، وعلى ما يبدو، فإن الحديث يدور على غاز السارين، وشدّد على أن احتمال انتقال مواد كهذه إلى جهات راديكالية يثير قلقاً شديداً في إسرائيل.

وأضاف برون أن استخدام السلاح الكيميائي تم في 19 آذار/ مارس الفائت، وجرى في أحداث أُخرى استخدام مواد كيميائية غير فتاكة، وكان هناك مؤشرات إلى ذلك، مثل خروج زبد من الفم وتضاؤل بؤبؤ العين، والتي تدل على استخدام مواد قتالية كيميائية.

كما تطرق برون إلى حجم السلاح الكيميائي الموجود في حيازة سورية، فقال إنه يزيد عن ألف طن، فضلاً عن آلاف القذائف الجوية والرؤوس الحربية التي يمكن شحنها بأسلحة غير تقليدية.

وشدّد على أن النظام السوري يستخدم السلاح الكيميائي، لكن العالم يميل إلى عدم التدخل ويستعمل وسائل متشددة في البحث عن إثباتات، الأمر الذي من شأنه أن يشجع هذا النظام على الاستمرار في استخدامه.

وبالنسبة إلى آخر تطورات الأوضاع في سورية، قال برون إن ثمة احتمالاً كبيراً في تقسيم هذا البلد إلى دويلات أو كانتونات، وأن احتمال إقامة نظام بديل من النظام الحالي ضئيل للغاية.

وفيما يتعلق بحزب الله، فقد قال إنه موجود في الوقت الحالي في خضم حالة من التوتر، ويخشى من أن تستغل جهات ما، بما في ذلك جهات داخل لبنان، الوضع من أجل المسّ بمكانته.

وكشف النقاب عن أن الهجوم الجوي الذي شنته إسرائيل على قافلة سيارات داخل الأراضي السورية في كانون الثاني/ يناير الفائت استهدف صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز "إس إيه- 17" كان سيتم نقلها إلى يد حزب الله.

وتطرّق برون إلى الوضع العام في الشرق الأوسط، فأشار إلى أن قوة المعسكر السنّي في المنطقة تعززت كثيراً، وأن الفترة الحالية ليست جيدة بالنسبة إلى إيران، وأن المحور الراديكالي الذي تقف هذه الأخيرة على رأسه يحارب من أجل بقائه، لكن في المقابل هناك ارتفاع للوزن الديني في عملية اتخاذ القرارات في الدول التي اندلعت فيها ثورات، الأمر الذي يرجح أن المعارضة لوجود دولة إسرائيل لن تتغير، وذلك على الرغم من أن مقاربة حركة "الإخوان المسلمين" ما زالت تتسم بالبراغماتية.

 

وقال برون إن إيران ترزح حالياً تحت وطأة ضغوط اقتصادية ودبلوماسية غير مسبوقة، لكنها ما زالت تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وتحقق تقدماً في موضوع تخصيب اليورانيوم، لكن ليس في مجالات أُخرى من برنامجها النووي. وشدّد على أن السيناريو الذي يتوقع أن تتوصل إيران فيه خلال العام الحالي إلى اتفاق مع الأسرة الدولية تتنازل بموجبه عن مسعاها لامتلاك أسلحة نووية، هو سيناريو غير معقول.