مصادر سياسية رفيعة المستوى: حملة مواجهة "القافلة الجوية" هستيرية وتلحق ضرراً فادحاً بإسرائيل
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

انتقدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى أمس (الأربعاء) الحملة التي تقوم بها الحكومة الإسرائيلية لمواجهة "القافلة الجوية" المتوقع أن تنقل هذا الأسبوع مئات الناشطين اليساريين المؤيدين للفلسطينيين الذين سينزلون في مطار بن- غوريون، واصفة إياها بأنها هستيرية.

وأكدت هذه المصادر، في أحاديث خاصة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أنه على الرغم من ضرورة الاستعداد لكل السيناريوهات المتوقعة، إلاّ إنه لا يجوز أن نتغاضى عن الضرر الكبير الذي سيلحق بصورة إسرائيل في العالم بسبب انتشار مئات أفراد الشرطة في مطارها الدولي، مشددة على أن هذا الانتشار من شأنه أن يعطي انطباعاً فحواه أن إسرائيل هي دولة شرطة تستعد لمواجهة خطر مصيري، في حين أن ما يجري هو وصول مئات الناشطين اليساريين الذين لا خوف مطلقاً من أن يكونوا مسلحين لأنهم سيتعرضون لتفتيشات أمنية صارمة في المطارات التي سيستقلون الطائرات منها.

هذا، وتشير معلومات استخباراتية لدى الشرطة الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع أن يستقل 500 إلى 1000 ناشط يساري من أوروبا والولايات المتحدة وكندا، بدءاً من هذه الليلة وحتى مساء يوم غد (الجمعة)، الطائرات المتجهة إلى إسرائيل بهدف الاشتراك في تظاهرات مناوئة لإسرائيل في كل من حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية وبالقرب من الجدار الفاصل في بلدة بلعين [قضاء رام الله]. وقد تم تحويل قائمة بأسماء هؤلاء الناشطين إلى كل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.

من ناحية أخرى، عززت الشرطة الإسرائيلية قواتها العاملة في مطار بن - غوريون الدولي، وخصوصاً بالقرب من نقاط ختم جوازات السفر. وقال مدير سلطة الهجرة في المطار أمنون شموئيل إن أفراد الشرطة العاملين في هذه النقاط سيحاولون تحديد المسافرين الذين سيصلون إلى إسرائيل لا بهدف السياحة فيها، وذلك من أجل عرقلة دخولهم إلى أراضيها.

وأكد رئيس قسم العمليات في الشرطة الإسرائيلية نسيم مور لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه جرى تسليم شركات الطيران الأجنبية التي تقوم برحلات جوية إلى إسرائيل قوائم خاصة أعدتها المؤسسة الأمنية وتشمل أسماء 150 ناشطاً أجنبياً يُشتبه في أنهم سيشتركون في أعمال شغب، وطلبت منها منعهم من السفر على متن طائراتها المتجهة إلى إسرائيل. وأضاف أن الشرطة ألقت القبض أمس (الأربعاء) على 3 ناشطين أجانب وأعادتهم على متن الطائرة التي وصلوا فيها.

وأشارت مصادر رفيعة المستوى في الشرطة إلى أن هدف هؤلاء الناشطين هو تشويه صورة إسرائيل وإلحاق ضرر بشرعيتها، لذا فإن أفراد الشرطة سيتجنبون قدر الإمكان وقوع صدامات بينهم وبين الناشطين يمكن أن تُستغل لهذا الهدف.

وعقد كل من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن الداخلي يتسحاق أهرونوفيتش، والقائد العام للشرطة الإسرائيلية يوحنان دانينو، أمس (الأربعاء)، اجتماعاً في مطار بن - غوريون خُصص لمناقشة موضوع "القافلة الجوية"، وأعلن نتنياهو في سياقه أن إسرائيل ستكبح بحزم أي محاولات استفزازية تهدف إلى الإخلال بالأمن أو النظام العام، لكنها في الوقت نفسه ستمتنع من خوض صدامات لا لزوم لها.